شهدت مدينة طرابلس الليبية في الأيام الماضية اشتباكات مسلحة أدت إلى توقف النشاط الرياضي في البلاد، ما دفع الجهات الرسمية في مصر للتحرك بشكل سريع لإعادة بعثاتها الرياضية المتواجدة هناك.

 

كهربا يرفض العودة إلى مصر بعد اشتباكات طرابلس ويواصل تدريباته في مصراتة

وزارة الرياضة المصرية أعلنت رسميًا عودة مجموعة من الرياضيين والمدربين المصريين، كان أبرزهم حسام البدري، المدير الفني لفريق الأهلي طرابلس، ومعه هادي خشبة، المدير الرياضي، بالإضافة إلى الجهاز الفني المعاون، وذلك في ظل تصاعد الأحداث الأمنية.

 

لكن اللافت أن نجم الكرة المصرية محمود عبد المنعم "كهربا"، لاعب نادي الاتحاد الليبي، اتخذ قرارًا مغايرًا، حيث رفض العودة إلى مصر، وفضّل البقاء في ليبيا، متنقلاً إلى مدينة مصراتة التي وصفها البعض بأنها أكثر هدوءًا واستقرارًا مقارنةً بطرابلس خلال هذه الفترة.

 

كهربا يواصل التدريبات بعيدًا عن الأضواء ويعلق: "لا وقت للراحة"

رغم الأجواء المشحونة، أصر كهربا على إرسال رسالة واضحة بأنه مستمر في استعداداته البدنية، ونشر عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي صورة له خلال أداء تدريبات في صالة ألعاب رياضية بمصراتة، وأرفقها بتعليق جاء فيه: "لا وقت للراحة".

 

ظهور كهربا في تدريبات خاصة بعيدًا عن الفريق، وبشكل منفرد، اعتبره البعض إشارة إلى التزامه الشخصي وحرصه على الاستمرار في جاهزيته البدنية، سواء لاستئناف النشاط الرياضي في ليبيا أو لأي خطوة مستقبلية أخرى.

 

قرار كهربا يثير الجدل: شجاعة أم مخاطرة؟

قرار كهربا بعدم العودة إلى مصر أثار جدلًا واسعًا بين المتابعين والإعلام الرياضي. البعض رأى أن ما فعله يعكس قوة شخصية وتمسكًا باحترافه في ليبيا، خاصة وأنه انضم إلى الاتحاد الليبي خلال الانتقالات الشتوية الماضية قادمًا من النادي الأهلي المصري، ويريد إثبات نفسه في تجربة جديدة.

 

في المقابل، يرى آخرون أن البقاء في بلد يشهد حالة اضطراب أمني قد يعرض اللاعب للخطر، وكان من الأفضل له العودة إلى بلاده حتى تتضح الصورة الأمنية بشكل أكبر، خصوصًا أن جميع البعثات المصرية الرياضية الأخرى قد غادرت بالفعل.

 

مشوار كهربا... تجارب متعددة ومسيرة مثيرة

كهربا يُعد من الأسماء المثيرة في الكرة المصرية، وسبق له أن خاض عدة تجارب احترافية، أبرزها مع نادي الاتحاد السعودي، كما لعب سابقًا لناديي الزمالك وإنبي في الدوري المصري، بالإضافة إلى رحلات قصيرة في أوروبا مع فريقي غراسهوبرز ولويزيرن في الدوري السويسري.

 

وقد أثار انتقاله إلى الاتحاد الليبي كثيرًا من الجدل في الشارع الرياضي المصري، خاصة بعد مشكلته القانونية مع الزمالك، وإيقافه سابقًا، ثم عودته للأهلي، وصولاً إلى رحيله في منتصف الموسم الجاري.

 

الوضع في ليبيا... هل يعود النشاط الرياضي قريبًا؟

في ظل توقف النشاط الرياضي مؤقتًا بعد اشتباكات طرابلس، لم تصدر حتى الآن أي بيانات رسمية من الاتحاد الليبي لكرة القدم أو رابطة الأندية حول موعد استئناف المباريات.


وبينما اختار معظم اللاعبين الأجانب مغادرة البلاد مؤقتًا، يبرز موقف كهربا باعتباره استثناءً يفتح الباب أمام تساؤلات عدة عن خلفيات قراره، ومدى استعداده للالتزام بتجربته في ليبيا حتى نهايتها.

 

خاتمة: كهربا بين الالتزام المهني والواقع الأمني

في الوقت الذي قرر فيه أغلب الرياضيين المصريين مغادرة ليبيا بعد الأحداث الأخيرة، اختار كهربا المضي عكس التيار والبقاء هناك لمواصلة رحلته الاحترافية.


فهل يكون ذلك دليلاً على تصميمه على النجاح مهما كانت الظروف؟ أم أنه قرار انفعالي قد يعرضه لمخاطر غير محسوبة؟
الإجابة ستظهر في الأيام المقبلة، مع تطورات المشهد الأمني في ليبيا ووضوح مصير الموسم الكروي هناك.