شهد ميناء الدار البيضاء انطلاق أول سفينة شحن تجارية في العالم تعمل بالوقود الأزرق المشتق من الهيدروجين النقي الفقره وقد جاء تدشين السفينة “الأطلس الخضراء” تتويجًا لشراكة استراتيجية بين شركة الملاحة المغربية الوطنية و تحالف أوروبي تقني يضم مختبرات أبحاث الطاقة البحريّة ومؤسسات حكومية مغربية تهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية في قطاع النقل البحري الذي يسهم بنحو ثلاثة بالمئة من إجمالي الانبعاثات العالمية

 

تقنيات مبتكرة وإنتاج الوقود الأزرق محليًا


تعتمد السفينة على محرك مُعاد تصميمه للعمل بالوقود الأزرق الناتج عن فصل الهيدروجين بالألواح الشمسية العائمة في خليج ألعوين شمال الدار البيضاء الفقره ويُنتج المجمع الذي تديره وزارة الطاقة المغربية وشركاء أجانب أكثر من خمسة آلاف طن من الوقود سنويًا عبر تقنية التحليل الكهربائي المائي المدعوم بالطاقة المتجددة ما يضمن توريدًا مستدامًا ويعزز قدرات المغرب على تصنيع الوقود النظيف محليًا دون الحاجة لاستيراد المكونات الكيميائية المعقدة

 

فوائد بيئية واقتصادية للاستراتيجية الجديدة


من المتوقع أن يخفض استخدام الوقود الأزرق في السفينة “الأطلس الخضراء” الانبعاثات بنسبة تصل إلى تسعين بالمئة مقارنة بالوقود الأحفوري التقليدي الفقره كما سيسهم المشروع في خفض تكاليف التشغيل البحرية على المدى المتوسط بما يعادل خمسة عشر بالمئة سنويًا نظرًا لانخفاض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب مقارنة بالدول الأوروبية ما يخلق ميزة تنافسية للخطوط المغربية في السوق العالمية للخدمات البحرية ويحفز المستثمرين الأجانب على ضخ مليارات الدولارات في مشاريع مشابهة على الساحل الأطلسي

 

تحديات لوجستية وأمنية وحلول مبتكرة


واجه المشروع تحديات عدة منها تأمين مخزونات الهيدروجين في صهاريج مضغوطة وضمان سلامتها خلال الرحلات الطويلة عبر المحيط الفقره فتعاون فريق مهندسي السفينة مع خبراء السلامة البحرية لتطوير نظام تبريد متقدم يضمن الحفاظ على درجة حرارة الوقود دون تغيرات حرجة أثناء التقلبات الجوية إضافة إلى تركيب أجهزة استشعار ذكية لمراقبة الضغط والتسرب توفر إنذارات فورية لطاقم السفينة وتكاملها مع أنظمة الملاحة لتعديل المسار بعيدًا عن الظروف البحرية القاسية

 

دعم حكومي ومبادرات تحفيزية للصناعة البحرية النظيفة


أطلقت الحكومة المغربية حزمة من الحوافز تشمل إعفاءات ضريبية للشركات التي تستثمر في تكنولوجيا الهيدروجين والأقطاب الصناعية الساحلية ومخصصات تمويل بفوائد ميسرة من صندوق التنمية المستدامة الفقره كما أعلنت وزارة النقل البحري عن خطة خمسية لتحديث أسطول السفن الحكومية وتحويلها للعمل بالوقود الأزرق أو الغاز الطبيعي المسال بما يدعم تحقيق أهداف المملكة لتحقيق حياد الكربون بحلول عام 2050 ويؤكد التزام المغرب بدوره الريادي في مجال الابتكار البيئي بالمنطقة

 

تفاعل إقليمي ودولي وتطلعات مستقبلية للتعاون


لاقى تدشين السفينة ترحيبًا واسعًا من الدول الشريكة في مبادرة الحزام والطريق الأخضر وجامعة الدول العربية ومؤسسات الأمم المتحدة للبيئة الفقره وتبادل الوزراء المختصون زيارات عمل لتنسيق إنشاء محطات شحن الوقود الأزرق في موانئ الجزائر وتونس ومصر لتشكيل شبكة دعم إقليمية تسهل حركة السفن النظيفة وتعزز التكامل البحري العربي وتشمل الخطط المستقبلية توسيع أسطول السفن الخضراء وتدريب آلاف المهندسين والفنيين على تقنيات الهيدروجين وتخزينه بما يرسخ اقتصادًا بحريًا مستدامًا.