تتجه الأنظار في النسخة المقبلة من كأس العالم للأندية نحو النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي سيقود فريق إنتر ميامي الأمريكي في ظهوره الأول بالبطولة العالمية، في خطوة تفتح فصلًا جديدًا في مسيرة أحد أعظم لاعبي كرة القدم على مر العصور.
وتأتي مشاركة إنتر ميامي ممثلًا عن الدولة المستضيفة، في حين تترقب جماهير الكرة الأمريكية والعالمية تحديد مصير الفريق الثالث، وهو لوس أنجلوس إف سي، الذي سيخوض مباراة فاصلة أمام كلوب أمريكا المكسيكي على بطاقة التأهل الأخيرة.
مشاركة تاريخية وإنتر ميامي في قلب الحدث
يشارك إنتر ميامي بقيادة مدربه الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو في البطولة ضمن المجموعة الأولى إلى جانب بالميراس البرازيلي، والأهلي المصري، وبورتو البرتغالي، وهي مجموعة صعبة ستختبر قدرة الفريق الأمريكي على المنافسة أمام أندية من مدارس كروية متنوعة وعريقة.
وتم استدعاء إنتر ميامي للمشاركة في البطولة استنادًا إلى كونه ممثل الدولة المستضيفة، فضلًا عن حصوله على درع المشجعين (Supporters’ Shield) في موسم 2024 بعد أن سجل رقمًا قياسيًا في عدد النقاط خلال الدوري الأمريكي.
وفي مقدمة الفريق يقف ليونيل ميسي، البالغ من العمر 38 عامًا، والذي لا يزال يُبهر العالم بأداءٍ رفيع رغم تقدمه في السن. يرافقه مجموعة من النجوم أصحاب الخلفية الكتالونية، مثل لويس سواريز، سيرجيو بوسكيتس، وجوردي ألبا، ما يمنح الفريق طابعًا "برشلونيًا" واضحًا.
ورغم البداية القوية للموسم في الدوري المحلي، حيث حافظ الفريق على سلسلة من 8 مباريات دون هزيمة، إلا أن الخروج المؤلم من دوري أبطال كونكاكاف أمام فانكوفر وايتكابس الكندي بنتيجة 1-5 في مجموع المباراتين، أثار تساؤلات حول مدى صلابة الفريق دفاعيًا، وهو ما سيكون تحت المجهر في البطولة العالمية.
سياتل ساوندرز يعود للمونديال بطموحات لاتينية
على الجانب الآخر، يأتي سياتل ساوندرز، بطل دوري أبطال كونكاكاف لعام 2022، كأحد ممثلي الولايات المتحدة أيضًا، ويُعد أول نادٍ أمريكي يتوج بلقب البطولة القارية.
ويعتمد الفريق بشكل كبير على عناصر ذات أصول لاتينية مثل بيدرو دي لا فيجا (الأرجنتين)، وخيسوس فيريرا (الكولومبي-الأمريكي)، ويمتاز بأسلوب لعب سريع يعتمد على الضغط والارتداد الهجومي، ما قد يكون مفيدًا له في مجموعته الصعبة.
ويصطدم سياتل في المجموعة الثانية بأندية عملاقة مثل باريس سان جيرمان الفرنسي، أتلتيكو مدريد الإسباني، وبوتافوجو البرازيلي، وهي مجموعة قد تُصنف على أنها "مجموعة الموت"، نظرًا لتقارب المستويات والوزن الثقيل للخصوم.
لوس أنجلوس إف سي ينتظر حسم مصيره أمام كلوب أمريكا
وتبقى الأنظار مشدودة إلى المواجهة الفاصلة بين لوس أنجلوس إف سي وكلوب أمريكا المكسيكي، التي ستُحدد الفريق الأخير المنضم إلى المجموعة الرابعة التي تضم تشيلسي الإنجليزي، فلامنجو البرازيلي، والترجي التونسي.
وحصل لوس أنجلوس على فرصة اللعب في المباراة الفاصلة بعد استبعاد فريق ليون المكسيكي لأسباب تنظيمية، وهو الفريق نفسه الذي هزمه في نهائي دوري أبطال كونكاكاف 2023.
ويمتلك الفريق الأمريكي مجموعة من الأسماء اللامعة، أبرزهم ديني بوانجا هداف الدوري الأمريكي لعام 2023، والحارس الفرنسي المخضرم هوجو لوريس، إلى جانب أوليفييه جيرو الذي انضم مؤخرًا، وإن لم يقدم بعد الأداء المنتظر.
ويقود الفريق المدرب ستيف تشيروندولو، الذي أعلن أن هذا الموسم سيكون الأخير له مع النادي، مما يزيد من دافعه لتحقيق إنجاز قاري قبل الرحيل.
ميسي في المونديال.. سحر جديد في سن الـ 38
بالنسبة إلى ميسي، تمثل بطولة كأس العالم للأندية فرصة جديدة لكتابة سطر آخر في كتاب المجد، حيث يسعى لقيادة فريق أمريكي لتحقيق إنجاز غير مسبوق. فرغم بلوغه الـ38 من العمر، لا يزال يملك القدرة على الحسم وتغيير مجريات المباريات بلمسة واحدة.
وسيكون وجوده على رأس قائمة إنتر ميامي أحد أبرز عوامل الجذب للبطولة، ما قد يمنح مونديال الأندية في نسخته المقبلة بعدًا تسويقيًا وجماهيريًا عالميًا لا يضاهى.
مع تزايد الحضور الأمريكي في البطولة، وقيادة ميسي لإنتر ميامي، وعودة سياتل ساوندرز، وترقب تأهل محتمل للوس أنجلوس إف سي، تبدو النسخة القادمة من كأس العالم للأندية مرشحة لتكون واحدة من الأكثر إثارة وتنوعًا، ليس فقط على مستوى التنافس، بل على مستوى التجربة الكروية العالمية الكاملة.