أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية يوم الجمعة 14 فبراير 2025 عن اكتشاف حقل غاز جديد أطلق عليه اسم “ريفين” في منطقة استكشاف بحرية بالبحر المتوسط قبالة الساحل الشمالي لمصر، في إنجاز يؤكد استمرار النجاح المصري في جذب مزيد من الاستثمارات القطاعية وتنويع مصادر الطاقة المحلية، وقد أشارت الوزارة إلى أن هذا الحقل سيضيف كميات معتبرة من الغاز خلال الفترة القليلة المقبلة بما يدعم الأمن الطاقي والاقتصاد القومي.
موقع الحقل وخصائصه الجيولوجية
يقع حقل ريفين على عمق يزيد عن 1,200 متر تحت سطح البحر في منطقة تتبع اتفاقية الاستكشاف غرب دلتا النيل البحرية العميقة، وقد بلغ إجمالي عمق البئر الرئيسي نحو 4,500 متر، حيث تم اكتشاف طبقة غاز رئيسية في طبقة الميوسين السفلي، وتتميز هذه التراكيبات الجيولوجية بكونها محصورة ضمن صخور مسحوقة ذات قدرة عالية على الاحتفاظ بالغاز، ما يؤهل نواتج الحفر الأولية لتكون على مستوى يتجاوز التوقعات المبدئية بنسبة لا تقل عن 10%.
خطة التنمية والإنتاج المتوقع
بحسب تصريحات الوزارة، ستدخل أعمال التنمية للمراحل الأولى من الحقل حيز التنفيذ خلال الربع الثاني من العام المالي 2025–2026، مع التركيز على حفر 24 بئرًا إضافيًا ضمن مشروعات تنموية مماثلة، ما يرفع إجمالي الإنتاج الاستكشافي إلى نحو 630 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا إضافة إلى 7,000 برميل متكثفات يوميًا، ضمن خطة استثمارية تقدر بنحو 1.245 مليار دولار تغطي تكاليف الحفر والتجهيز وربط البئر بالتسهيلات البحرية الحالية بشركة بي بي بمشروع غرب دلتا النيل.
تأثير الاكتشاف على سوق الغاز المحلي
يُتوقع أن يسهم حقل ريفين في تعزيز احتياطيات مصر من الغاز الطبيعي بنسبة تتراوح بين 5 و7% خلال السنوات الثلاث المقبلة مما يدعم الخطط الرامية لتلبية الطلب المحلي وتصدير الفائض إلى الأسواق الأوروبية عبر محطات الإسالة البحرية، وقد أكد تقرير صادر عن قطاع البترول أن إنتاج البحر المتوسط يمثل نحو 62% من إجمالي إنتاج الغاز في مصر حاليًا، ويُتوقع أن يرتفع هذا الرقم بنهاية 2026 بما يعزز من مكانة البلاد كوجهة جاذبة للاستثمارات البترولية.
شراكات دولية وآفاق التوسع
لم يقتصر دور الشركات الوطنية على عمليات الحفر فقط بل شمل أيضًا تفعيل الشراكات مع كبريات الشركات الأجنبية، حيث تشارك شركة بي بي العالمية في عمليات ربط حقل ريفين ببنى الإنتاج البحرية، كما تتفاوض مصر مع شركاء أوروبيين لتوسيع منظومة نقل الغاز المسال إلى الخارج عبر مشروع الربط مع قبرص، الذي يهدف لربط حقلي أفروديت وكرونوس القبرصيين بتسهيلات الإسالة المصرية خلال مؤتمر إيجبس 2025، في إطار استراتيجية لتعظيم عوائد الغاز المسال وتلبية احتياجات السوق العالمي.