في إنجاز طبي غير مسبوق في الوطن العربي أعلنت وزارة الصحة السعودية بتاريخ 15 مايو 2025 عن نجاح أول عملية زراعة قلب صناعي كامل لمريض يبلغ من العمر sixty-one عامًا في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض وهي العملية التي استغرقت أكثر من تسع ساعات بمشاركة فريق طبي متعدد التخصصات بقيادة الدكتور نايف العتيبي رئيس قسم جراحة القلب وزراعة الأعضاء، حيث خضع المريض لعملية دقيقة تم خلالها استئصال القلب المصاب بالكامل واستبداله بجهاز قلب صناعي متكامل يعمل بتقنية النبض التوربيني ذات التحكم الإلكتروني عبر مجسات دقيقة تقيس ضغط الدم وتعدل معدل النبض حسب نشاط الجسم واحتياجاته الحيوية
المريض والذي كان يعاني من فشل قلبي حاد في الجهة اليسرى من القلب نتيجة مضاعفات مزمنة لمرض السكري وارتفاع ضغط الدم تم وضعه على لائحة الانتظار منذ عامين دون توفر متبرع بقلب طبيعي يتوافق مع حالته، مما جعل الأطباء يوصون باستخدام القلب الصناعي الكامل كخيار علاجي أخير خاصةً بعد أن تطورت هذه التقنية على يد شركات أمريكية وألمانية بحيث أصبحت القلوب الصناعية أكثر قدرة على محاكاة الوظائف الطبيعية للقلب البشري من حيث الضخ المنتظم للدم ومقاومة التجلط وسرعة الاستجابة للحالة البدنية والنفسية للمريض، الأمر الذي زاد من فرص بقاء المريض على قيد الحياة وتحسين نوعية حياته بشكل جذري
الفريق الطبي أشار إلى أن القلب الصناعي المستخدم تم تهيئته ليعمل دون توقف لمدة تزيد عن خمس سنوات متواصلة دون الحاجة إلى استبدال، حيث يعتمد في تغذيته الكهربائية على بطارية خارجية توصل للجهاز عبر كابل دقيق يمر من البطن إلى الداخل ويتم شحنها يوميًا باستخدام وحدة شحن محمولة تعمل بالطاقة الشمسية أو الكهرباء المباشرة، ويستطيع المريض أن يتحرك بحرية تامة أثناء استخدامه للقلب مما يجعله يعيش حياة شبه طبيعية مع ضرورة الالتزام بالمتابعة الطبية الدورية وإجراء الفحوصات المستمرة لتفادي أي مضاعفات مفاجئة خصوصًا في الأسابيع الأولى بعد الجراحة
وقد عبرت الأسرة عن امتنانها الكبير للفريق الطبي السعودي الذي أجرى العملية بعد أن كانت حالتهم الصحية والنفسية قد وصلت إلى مرحلة صعبة نتيجة فشل الأدوية والمضخات المؤقتة في تحقيق أي تحسن ملموس، كما صرح وزير الصحة السعودي الدكتور توفيق الربيعة أن هذا الإنجاز يضع المملكة في مصاف الدول الرائدة طبيًا على مستوى العالم ويؤكد قدرتها على استيعاب وتطبيق أحدث تقنيات الطب الحيوي بدعم مباشر من الحكومة السعودية ورؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى رفع كفاءة القطاع الصحي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف التخصصات الطبية الدقيقة
في السياق ذاته أعلن مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية “كيمارك” أنه يعمل بالتعاون مع شركات تقنية رائدة على تطوير نسخة محلية من القلب الصناعي ستتم تجربتها سريريًا مطلع العام المقبل بعد نجاح اختبارات النماذج الأولية، حيث تهدف الخطة إلى تصنيع قلب صناعي سعودي بالكامل يتلاءم مع بيئة المرضى العرب وشروط المناخ المحلي ويخفض التكاليف الباهظة التي يتطلبها استيراد الأجهزة من الخارج، كما أكد المركز أن المرحلة القادمة ستشهد دخول الذكاء الاصطناعي بشكل أوسع في مراقبة أداء القلوب الصناعية وتنظيم عملها بشكل ذاتي وذكي وفق متطلبات كل مريض على حدة دون تدخل بشري مباشر مما يفتح المجال أمام أفق علاجي جديد يدمج بين التكنولوجيا الحيوية والرعاية القلبية المتقدمة.