في إنجاز جديد يُحسب للكرة المصرية، نجح منتخب مصر تحت 20 عامًا في حجز بطاقة التأهل إلى كأس العالم للشباب المقرر إقامتها في تشيلي، وذلك بعد فوز صعب ومثير على منتخب غانا ضمن منافسات دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الإفريقية التي تستضيفها مصر حاليًا المباراة التي جمعت المنتخبين كانت حاسمة ومليئة بالإثارة والندية، حيث أظهر لاعبو منتخب الشباب شخصية قوية وروحًا قتالية عالية استحقت الإشادة.

 

أسامة نبيه يقود الفراعنة ببراعة نحو المجد

 

يقود الكابتن أسامة نبيه الجهاز الفني لمنتخب الشباب، وقد استطاع بخبرته الكبيرة أن يوظف إمكانيات اللاعبين بالشكل الأمثل، مما ساعد الفريق على تجاوز العديد من التحديات منذ بداية البطولة وعلى الرغم من قوة المنافسين وصعوبة اللقاءات، فإن نبيه وطاقمه الفني أداروا المباريات بذكاء وحسم، خصوصًا في المواجهة المصيرية أمام غانا، والتي شهدت أداءً رجوليًا من لاعبي مصر.

 

دعم إداري ورسمي من اتحاد الكرة

 

وعقب الفوز الكبير والتأهل إلى نصف النهائي، حرص هاني أبو ريدة، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم وعضو مجلس الفيفا، على تهنئة اللاعبين والجهاز الفني، مؤكدًا فخره بالأداء البطولي الذي قدمه الفريق. ورغم غيابه عن حضور المباراة بسبب مشاركته في اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم في باراجواي، فإن أبو ريدة تواصل مع بعثة المنتخب وأعرب عن سعادته البالغة بهذا الإنجاز، مشيدًا بعزيمة اللاعبين وإصرارهم على تحقيق الحلم.

 

اللافت في مشوار المنتخب المصري بالبطولة هو الروح القتالية التي تحلى بها اللاعبون داخل أرضية الملعب رغم الضغوط الكبيرة، خاصة كون البطولة تقام على أرضهم ووسط جماهيرهم، إلا أن اللاعبين لم يتأثروا سلبًا، بل استغلوا الدعم الجماهيري كحافز لتحقيق الأفضل وقد ظهر واضحًا خلال المباريات السابقة أن هذا الجيل يضم عناصر واعدة تمتلك مهارات فردية عالية، إلى جانب الانضباط التكتيكي والالتزام الخططي.

 

أبو ريدة يراهن على هذا الجيل

 

قال هاني أبو ريدة في تصريحاته بعد المباراة: "هؤلاء اللاعبون أثبتوا أنهم على قدر المسؤولية، لقد مروا بمراحل صعبة خلال البطولة، ولكنهم أثبتوا أن لديهم شخصية قوية داخل الملعب. أثق تمامًا في قدراتهم، وأؤمن أنهم قادرون على الذهاب بعيدًا وتحقيق اللقب القاري، وليس فقط التمثيل المشرف في كأس العالم" هذه الكلمات تعكس ثقة إدارة الاتحاد في المشروع الفني الذي يقوده أسامة نبيه، وتؤكد أن المنتخب يسير في الطريق الصحيح.

 

منذ انطلاق البطولة، واجه المنتخب المصري تحديات كبيرة، سواء من حيث مستوى المنافسين أو ضغوط الجمهور والإعلام، لكنه تمكن من عبور دور المجموعات بنجاح، متصدرًا مجموعته عن جدارة وقد أقيمت مباريات الدور الأول في مدينة الإسماعيلية، حيث تابع أبو ريدة مباريات الفريق عن قرب وحرص على دعمهم المعنوي في المعسكر، قبل أن يغادر لحضور اجتماعات الفيفا.

 

الهدف الآن لا يقتصر على مجرد التأهل إلى كأس العالم، بل يمتد إلى التتويج باللقب الإفريقي وإعادة الكأس إلى خزائن الكرة المصرية بعد غياب وقد طالب أبو ريدة اللاعبين بمواصلة العطاء بنفس القوة والحماس، مؤكدًا أن الجماهير المصرية تستحق أن تفرح، وأن الكرة المصرية بحاجة إلى دفعة معنوية قوية من خلال هذا الجيل الذي يحمل آمال المستقبل.

 

ما تحقق حتى الآن يعد خطوة هامة، لكن الجماهير المصرية تنتظر المزيد. فالتأهل إلى كأس العالم إنجاز كبير، لكن تحقيق البطولة الإفريقية سيكون بمثابة تتويج فعلي لمجهودات اللاعبين والجهاز الفني. لا سيما وأن البطولة تُقام على أرض مصر، ما يجعل الطموحات تتضاعف.

 

منتخب الشباب المصري أعاد الأمل للجماهير العاشقة لكرة القدم، وأثبت أن الاستثمار في الناشئين والشباب هو الطريق الصحيح لبناء مستقبل قوي للمنتخب الأول وبتكاتف الجميع  اتحاد الكرة، الجهاز الفني، واللاعبين يمكن للفراعنة أن يحققوا المعادلة الصعبة: التتويج القاري والظهور القوي عالميًا.