في واحدة من أكثر لحظات حياتها رعبًا، عادت نجمة تلفزيون الواقع وسيدة الأعمال الأمريكية كيم كارداشيان إلى باريس بعد تسع سنوات من تعرضها لسرقة عنيفة خلال أسبوع الموضة في أكتوبر 2016، لتدلي بشهادة صادمة ومؤثرة أمام المحكمة الفرنسية، حيث واجهت اللصوص وجهًا لوجه للمرة الأولى منذ وقوع الحادثة.
تفاصيل الشهادة.. مشهد درامي في قاعة المحكمة
وصلت كيم كارداشيان، صباح الثلاثاء، إلى قاعة المحكمة في العاصمة الفرنسية باريس وسط إجراءات أمنية مشددة، لتقف أمام هيئة المحلفين وتواجه عشرة من الرجال المتهمين باحتجازها وسرقة مجوهراتها التي بلغت قيمتها 6 ملايين دولار.
وبصوت يملؤه التأثر، سردت كيم تفاصيل ما حدث تلك الليلة، قائلة: "ظننت أنني سأموت... كنت متأكدة أنهم سيغتصبونني، لم أكن أرى أي احتمال للنجاة".
أوضحت كيم أنها كانت ترتدي رداء حمام فقط عندما اقتحم اللصوص غرفتها الفندقية متنكرين في زي شرطة تم تقييدها بسحاب بلاستيكي، وأُغلق فمها بشريط لاصق، ثم وُجه مسدس إلى رأسها قبل أن تسحب إلى حوض الاستحمام.
قالت كيم إن أحد اللصوص صاح بعبارة "رنّ! رنّ!" وأشار إلى يده، في إشارة إلى مطالبته بتسليم المجوهرات. في تلك اللحظة، لم تكن كيم تفكر في نفسها، بل قالت: "لدي أطفال، أرجوكم، لا تؤذوني".
سرقة خطط لها عبر السوشيال ميديا
التحقيقات التي أجريت بعد الحادثة كشفت أن اللصوص استغلوا استخدام كيم المكثف لمواقع التواصل الاجتماعي لتتبع مكانها وتحركاتها خلال تواجدها في أسبوع الموضة بباريس.
ويُعتقد أن العصابة راقبت الفندق لعدة أيام قبل أن تنفذ هجومها، حيث تمكنوا من خداع البواب عبر التنكر في زي رجال شرطة، وقيدوه بالأصفاد، ثم اقتحموا جناح كيم الفندقي.
المثير للدهشة أن معظم المتهمين في القضية هم رجال في العقدين السادس والسابع من أعمارهم، وهو ما دفع وسائل الإعلام الفرنسية إلى تسميتهم بـ"أجداد اللصوص".
من أصل 12 متهمًا، توفي أحدهم قبل بدء المحاكمة، بينما أُعفي آخر لأسباب صحية، ليبقى عشرة متهمين يواجهون تهمًا تتعلق بالسطو المسلح والاحتجاز تحت تهديد السلاح.
وفاة مفاجئة لمتهم رئيسي
وبينما كانت القضية تستعد لأخذ منحى حاسم، فوجئت هيئة المحكمة بإعلان وفاة المتهم مارسو بوم-جيرتنر، أحد الأسماء الرئيسية في القضية، والذي توفي في السادس من مارس 2025، عن عمر ناهز 72 عامًا.
ولم تُكشف بعد أسباب الوفاة، لكن وفاته المفاجئة أثارت جدلًا واسعًا خاصة وأنه كان من المقرر أن يحاكم بجانب المتهمين الآخرين بتهمة التعاون في الجريمة.
بعيدًا عن أروقة المحكمة، تعيش كيم كارداشيان أيضًا صراعًا آخر مع طليقها المغني الأمريكي كانييه ويست.
ففي تطور جديد للأحداث، قررت كيم منع ابنتها الكبرى "نورث" من زيارة والدها، بعد أن علمت من الحارس الشخصي أن المؤثر المثير للجدل أندرو تيت وشقيقه في طريقهما لزيارة كانييه.
القرار أثار الجدل، خصوصًا في ظل محاولات كيم المستمرة للحصول على الحضانة الفردية لأطفالها، بعد تصرفات غريبة ومتكررة من كانييه، كان آخرها تضمين اسم ابنتهم في أغنية لمغني الراب ديدي، وهو ما دفع كيم لرفع دعوى قضائية.
لحظة مصيرية في حياة كيم
حادثة باريس عام 2016 شكّلت نقطة تحول في حياة كيم كارداشيان، فقد أثرت بشكل جذري على شخصيتها ونظرتها للعالم من حولها.
صرّحت سابقًا أنها أصبحت أكثر حذرًا في مشاركتها لتفاصيل حياتها الخاصة عبر الإنترنت، وتوجهت لاحقًا نحو العمل الخيري والقانوني، خصوصًا في مجال الدفاع عن السجناء المظلومين.
وفيما تنتظر المحكمة إصدار حكمها في واحدة من أكثر القضايا شهرة في السنوات الأخيرة، تستمر كيم في خطف الأضواء، ليس فقط كنجمة عالمية، بل كامرأة واجهت خوفها بشجاعة، وقررت مواجهة ماضيها المؤلم بأعصاب من حديد.