حذرت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي، من "صورة قاتمة للغاية" للوضع في شمال دارفور، موضحة أن مخيمي أبو شوك وزمزم يواجهان حالة إنسانية كارثية، حيث لا تزال المناطق محاصرة ومقطوعة عن مصادر المساعدات الخارجية وأكدت سلامي أن المدنيين في المخيمين يعانون نقصاً حاداً في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال والرضع.
حصار المخيمات وارتفاع مخاطر المجاعة
أفادت لجنة تصنيف المرحلة المتكاملة للأمن الغذائي (IPC)، التابعة للأمم المتحدة، بأن أجزاءً من شمال دارفور، بما في ذلك مخيم زمزم، دخلت مرحلة المجاعة (IPC Phase 5)، مع وصول عدد السكان المعرضين لخطر الموت جوعاً إلى مستويات حرجة وأكد تقرير اللجنة الصادر في 19 فبراير 2025 أن ظروف المجاعة قائمة في مخيم زمزم ومخيم أبو الشوك وعدة مناطق أخرى، مما يستدعي تحركاً عاجلاً لكسر الحصار وإيصال الإغاثة.
نزوح واسع وضغط على البنى التحتية
شدد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) على أن نحو 406,300 شخص نزحوا من مخيم زمزم منذ 13 أبريل 2025، في موجة نزوح هي الأكبر منذ اندلاع القتال في أبريل 2023، واتجه العديد منهم إلى مدينة الفاشر ومناطق مجاورة، ما أثقل كاهل البنى التحتية والخدمات الأساسية هناك كما أشار تقرير حديث إلى وجود أكثر من 300,000 نازح في شمال دارفور، يعيش أغلبهم في ظروف ميسورة غير آمنة، مع ضعف الخدمات الصحية والتعليمية.
تأثير الهجمات الجوية على جهود الإغاثة
تعرضت مدينة بورتسودان الواقعة على البحر الأحمر، والتي تعتبر مركزاً حيوياً لإمدادات المساعدات الإنسانية، لهجمات بطائرات دون طيار شنها "قوات الدعم السريع" (RSF)، مستهدفة مستودعات وقود ومحطة كهرباء وفرودجوء قرب مقر الرئيس الانتقالي وأدت هذه الضربات إلى انقطاع التيار وانفجارات كبيرة، مما عرض وصول المواد الغذائية والأدوية للخطر وأجبر بعض المنظمات على تعليق عملياتها مؤقتاً.
استجابة الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة
أعلنت الأمم المتحدة وشركاؤها عن توسيع نطاق استجابتهم بوسائل متاحة، بعد وصول دفعات إضافية من النازحين. ووزع برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه خلال الأسبوع الماضي طروداً غذائية لما يزيد على 335 ألف شخص في بلدة طويلة، حيث استفاد 67 ألف شخص منهم من إمدادات طارئة لمعالجة سوء التغذية الحاد كما بدأت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) بتمكين نقاط توزيع مياه صالحة للشرب في مناطق النزوح الأطرافية.
دعوات لوقف إطلاق النار وكسر الحصار
دعت الأمم المتحدة وحكومات عدة، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا ومصر والسعودية، إلى ضرورة هدنة إنسانية فورية تمكن من إيصال المساعدات المنقذة للحياة كما طالبت منسقة الشؤون الإنسانية بوقف إطلاق النار في دارفور وفتح معابر إنسانية تحت إشراف أممي لضمان حماية المدنيين ووصول الإمدادات دون معوقات.
أرقام وإحصائيات وخطوات قادمة
نحو 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يواجهون خطر المجاعة، بحسب برنامج الأغذية العالمي.
20% من سكان البلاد نزحوا داخلياً منذ بدء النزاع في أبريل 2023.
الأمم المتحدة تطالب بتمويل قيمته 6 مليارات دولار خلال 2025 للاستجابة للأزمة، بينها 4.2 مليار مخصصة للإغاثة داخل السودان والباقي لدعم النازحين في دول الجوار.
يبقى التحدي الأكبر في كسر الحصار وضمان استمرارية وصول المساعدات، عبر تفاهمات سياسية وتقنية تحمي ممرات الإغاثة من كل أشكال التعطيل، لوقف نزيف المعاناة في دارفور ومناطق النزوح.