انتشر مؤخرا عبر منصة تيك توك تحدي شرب ماء البامية، واحتل الوسم المرتبة الأولى ضمن قائمة الترندات العربية والعالمية، حتى وصل عدد المشاهدات إلى الملايين في غضون أيام، ويزعم المستخدمون أن هذا المشروب يحمل فوائد صحية متعددة، مثل تحسين القدرة على الحمل، وتنظيم مستويات السكر في الدم، وتعزيز صحة الجهاز الهضمي، وغيرها من الادعاءات التي لم تثبت بعد في الأبحاث العلمية، مما دفع عدد من الخبراء لتحذير المتابعين من الاقتناع بأي محتوى دون تدقيق.
الأضرار المحتملة
حذر خبراء التغذية من اللجوء إلى هذا التحدي دون استشارة طبية، فهم يؤكدون أن تناول كميات كبيرة من ماء البامية قد يسبب اضطرابات هضمية، مثل الإسهال والانتفاخ، خاصة لدى الأشخاص ذوي الحساسية تجاه بعض ألياف الخضروات، كما يشير البعض إلى احتمال تأثيره على امتصاص بعض الأدوية، مثل أدوية السكري وأدوية الضغط، بسبب احتواء ماء البامية على مركبات قد تتفاعل مع مكونات الدواء، ما يؤدي إلى زيادة أو نقصان تأثيره، مما يهدد سلامة المرضى.
رأي الخبراء
يرى الدكتور محمد سمير، أستاذ التغذية العلاجية بجامعة القاهرة، أن الاعتماد على التريندات الغذائية دون معرفة علمية قد يؤثر سلبا على الصحة، ويقول إن النسب المدروسة من الألياف وما يرافقها من سوائل عادة ما تتوازن ضمن النظام الغذائي اليومي، أما استهلاك مشروب مركز من البامية فقد يسبب اختلالا في تلك النسب، ويضيف أن الجسم قد يرفض الكميات الكبيرة فجأة، مما يؤدي إلى مشكلات صحية غير متوقعة، مثل الجفاف أو اضطراب الكهارل في الدم.
من جانبها، تؤكد الدكتورة سارة الشناوي، خبيرة التغذية في المركز القومي للبحوث، ضرورة توافر معايير السلامة عند تحضير المشروبات المنزلية، مشيرة إلى أن استعمال أدوات غير معقمة قد يعرض المستهلكين لخطر التلوث البكتيري، ما يزيد من احتمالية الإصابة بالتسمم الغذائي.
تجارب المستخدمين
شارك عدد من مستخدمي تيك توك تجاربهم مع التحدي، فذكر أحدهم أنه شعر بتحسن مؤقت في حركة الأمعاء بعد يومين، بينما أبلغ آخر عن شعوره بانتفاخ وألم في البطن بعد تجربة استمرت ثلاثة أيام، وأوضح بعضهم أنهم لجأوا لخلط ماء البامية مع عصائر طبيعية أخرى للتخفيف من الطعم والألياف، إلا أن تلك التجارب لم تخضع لمراقبة طبية.
نصائح بديلة
ينصح الخبراء بتناول البامية ضمن الوجبات المتوازنة، إذ يمكن إضافتها إلى السلطات أو اليخنات أو العصائر الممزوجة مع خضراوات وفواكه أخرى، لأن ذلك يضمن استفادة الجسم من الفيتامينات والمعادن دون التعرض لأي مخاطر، كما يوصون بمراجعة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل اتباع أي ترند غذائي، وعدم الاكتفاء بالمعلومات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل الاطلاع على الأبحاث المنشورة والمصادر العلمية الموثوقة.
على الرغم من حرص البعض على تجربة كافة التحديات الصحية، يجب التذكر أن الجسم يحتاج إلى توازن غذائي قائم على أسس علمية، فلا يكفي اتباع التريندات لتحقيق الفوائد المرجوة، بل يجب الاعتماد على نمط حياة صحي متكامل يتضمن ممارسة الرياضة وشرب كميات كافية من الماء والحصول على قسط كافي من النوم.