في خطوة مفاجئة أثارت الجدل في الأوساط الرياضية التونسية، قررت إدارة نادي الإفريقي التونسي الإبقاء على المدرب الفرنسي دافيد بيتوني حتى نهاية الموسم، وتجديد الثقة في خدماته، بالرغم من تراجع نتائج الفريق بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الماضية في منافسات الدوري التونسي.
عقدت إدارة نادي الإفريقي، برئاسة هيكل دخيل، اجتماعًا طارئًا خلال الساعات الماضية، لمناقشة مستقبل الجهاز الفني للفريق الأول بقيادة بيتوني، وذلك في أعقاب الهزائم الثلاث المتتالية التي تلقاها الفريق في الدوري أمام كل من الترجي، والبنزرتي، والنجم الساحلي.
تراجع الأداء والنتائج أثار موجة غضب من جماهير النادي، التي طالبت عبر منصات التواصل الاجتماعي بإقالة المدرب، واعتبرت أن الفريق بحاجة إلى صدمة فنية تعيد توازنه قبل المواجهات الحاسمة المقبلة. ومع ذلك، جاءت قرارات الإدارة بعكس التوقعات.
ورغم حالة الإحباط التي تسود الشارع الرياضي الإفريقي، إلا أن الاجتماع انتهى بقرار واضح وصريح يقضي بالإبقاء على المدرب الفرنسي في منصبه حتى نهاية الموسم الجاري، مع التأكيد على منحه الثقة الكاملة من أجل تصحيح المسار.
وأكدت إدارة الإفريقي في بيان داخلي أن بيتوني يمتلك الخبرة الكافية لإدارة المرحلة الراهنة، مشيرة إلى أن الفريق بحاجة إلى الاستقرار الفني قبل خوض الجولة الأخيرة من الدوري، ثم مواجهة نصف نهائي كأس تونس المرتقبة.
بالهزائم الثلاث الأخيرة، توقف رصيد الإفريقي عند 53 نقطة في المركز الرابع، ليبتعد رسميًا عن صراع المنافسة على المراكز المؤهلة للبطولات القارية، بعد أن فقد الأمل في اللحاق بالترجي الذي حسم لقب الدوري بشكل رسمي.
ويمر الإفريقي بواحدة من أكثر فتراته تقلبًا هذا الموسم، حيث بدأ الموسم بشكل واعد، لكنه سرعان ما فقد توازنه في الأمتار الأخيرة، وهو ما أثار علامات استفهام عديدة حول أداء الجهاز الفني وسوء التوظيف التكتيكي للاعبين، خاصة في المواجهات الكبيرة.
تولى بيتوني (53 عامًا) قيادة نادي الإفريقي في يوليو 2023، وعلّق كثيرون آمالهم عليه نظرًا لمسيرته المميزة كمساعد للمدرب الفرنسي الشهير زين الدين زيدان خلال فترتي قيادته لريال مدريد الإسباني. كما سبق له تدريب نادي سيون السويسري لفترة قصيرة بين مارس ويونيو 2023.
ورغم سيرته الذاتية القوية، إلا أن مشوار بيتوني مع الإفريقي اتسم بعدم الاستقرار، حيث فشل في تقديم بصمة فنية واضحة، وواجه انتقادات واسعة بسبب خياراته الفنية وتغييراته غير المفهومة في التشكيلات الأساسية، إضافة إلى تراجع اللياقة الذهنية للاعبين في المباريات المصيرية.
أمام المدرب الفرنسي الآن فرصتان مهمتان لإنهاء الموسم بشكل إيجابي، أولهما أمام مستقبل قابس في الجولة الختامية من الدوري التونسي يوم الأربعاء، وهي مواجهة يسعى من خلالها الفريق لاستعادة كبريائه بعد سلسلة من الهزائم، وثانيهما أمام الاتحاد المنستيري يوم الأحد المقبل في نصف نهائي كأس تونس، وهي المباراة التي قد تعيد للفريق جزءًا من بريقه المفقود في حال التأهل إلى النهائي.
وتدرك إدارة الإفريقي أن تتويج الفريق بلقب كأس تونس سيخفف من وطأة الانتقادات، ويمنح المشروع الفني لبيتوني دفعة معنوية قد تمتد للموسم المقبل في حال تجديد التعاقد معه رسميًا.
قرار الإبقاء على بيتوني قوبل بمزيج من الدهشة والاستياء بين الجماهير، التي ترى أن الفريق بحاجة إلى تغيير فني سريع. ومع ذلك، فإن الكرة أصبحت الآن في ملعب المدرب واللاعبين لإثبات أن هذا القرار كان صائبًا، خاصة أن أي إخفاق جديد سيجعل من الصعب الدفاع عن الجهاز الفني.