في ليلة كروية استثنائية لا تنسى، قدم نادي النصر السعودي عرضًا هجوميًا ساحقًا أمام مضيفه الأخدود، وانتهى اللقاء بنتيجة 9-0، ضمن منافسات الجولة الحادية والثلاثين من دوري روشن للمحترفين، ليُحقق بذلك أكبر فوز له خلال الموسم الحالي، ويؤكد جاهزيته القوية مع اقتراب ختام البطولة.

 

تفوق نصراوي من الدقيقة الأولى


دخل النصر المباراة بقوة هجومية واضحة منذ البداية، رغم غياب قائده كريستيانو رونالدو بداعي الإصابة، إلا أن عناصر الفريق أثبتت أنها قادرة على صنع الفارق بغياب النجم البرتغالي.


وجاء الهدف الأول عن طريق أيمن يحيى في الدقيقة 16، بعد تحرك ممتاز داخل منطقة الجزاء، حيث استلم كرة بينية وسددها ببراعة في شباك الحارس باولو فيتور، ليشعل فتيل الأهداف مبكرًا.

 

وبعد مرور أربع دقائق فقط، أضاف النجم الكولومبي جون دوران الهدف الثاني للنصر بطريقة جميلة، مؤكداً على تفوق النصر في السيطرة وصناعة الفرص.

 

ثم جاء الدور على النجم الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش، الذي أحرز الهدف الثالث في الدقيقة 27 بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، ليجعل الأمور أكثر صعوبة على فريق الأخدود، الذي بدا تائهاً أمام الضغط النصراوي المكثف.

 

ماني يتألق ويقلب الموازين بسوبر هاتريك


وفي الوقت المحتسب بدلاً من الضائع من الشوط الأول (45+6)، احتسب الحكم ضربة جزاء لصالح النصر، انبرى لها ساديو ماني بنجاح، مسجلاً الهدف الرابع في شباك الأخدود، منهياً الشوط الأول بتقدم نصراوي عريض.

 

ومع بداية الشوط الثاني، شهدت المباراة نقطة تحول سلبية لأصحاب الأرض، بعدما تعرض الحارس باولو فيتور للطرد في الدقيقة 47، ليكمل الأخدود المباراة بعشرة لاعبين، الأمر الذي استغله النصر بشكل كبير لتعزيز تفوقه.

 

وسرعان ما سجل جون دوران هدفه الشخصي الثاني والخامس للنصر في الدقيقة 52، قبل أن يتسيد ساديو ماني المشهد تمامًا بتسجيله ثلاثة أهداف متتالية في الدقائق 59، 64، و74، ليحقق "سوبر هاتريك" هو الأول له هذا الموسم مع النصر.

 

تألق ماني بهذا الشكل الكبير جاء بمثابة رسالة قوية للخصوم، حيث أظهر النجم السنغالي انسجامه الكبير مع المنظومة النصراوية وقدرته على الحسم رغم الانتقادات التي طالته خلال بعض فترات الموسم.


وفي الدقيقة 90+4، اختتم اللاعب الشاب محمد مران مهرجان الأهداف من ركلة جزاء، بعد مشاركته كبديل، ليُسجل الهدف التاسع في واحدة من أضخم نتائج دوري روشن لهذا الموسم.

 

غياب رونالدو لا يعطل ماكينة النصر


الجدير بالذكر أن المباراة شهدت غياب النجم كريستيانو رونالدو الذي لم يشارك بسبب الإصابة، لكن ذلك لم يؤثر على أداء الفريق، بل زاد من رغبة اللاعبين في إثبات قدراتهم الفردية والجماعية، في ظل اعتماد المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي على خطط هجومية مرنة واستغلال نقاط ضعف الخصم.

 

النصر يعزز مركزه الثالث ويُطارد الهلال


بهذا الفوز الكبير، رفع نادي النصر رصيده إلى 63 نقطة، ليُعزز موقعه في المركز الثالث على جدول الترتيب، ويقلص الفارق مع الهلال صاحب المركز الثاني إلى 5 نقاط فقط، مع تبقي ثلاث جولات على نهاية الموسم.

 

ورغم أن اللقب بات شبه محسوم لصالح الاتحاد، إلا أن النصر يطمح لتحقيق أفضل مركز ممكن، بالإضافة إلى تعزيز جاهزيته للمنافسات القارية المقبلة.

 

الأخدود يقترب من الهبوط


في المقابل، تلقى فريق الأخدود هزيمة ثقيلة زادت من معاناته، حيث تجمد رصيده عند 28 نقطة في المركز السابع عشر (قبل الأخير)، ليصبح ضمن أبرز المرشحين للهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، ما لم تحدث معجزة في الجولات الثلاث الأخيرة.

 

الهزيمة لم تكن فقط في النتيجة، بل أيضاً على المستوى الفني والنفسي، حيث ظهر الفريق بشكل ضعيف جداً دفاعياً، ولم يُظهر ردة فعل حقيقية حتى قبل الطرد.

 

سيحاول النصر الاستفادة من هذا الفوز المعنوي الكبير في مبارياته المتبقية، بينما يحتاج الأخدود إلى مراجعة شاملة لمساره وتقديم مستويات استثنائية لإنقاذ موسمه، رغم صعوبة الموقف.

 

أما ساديو ماني، فقد يكون هذا التألق دافعًا قويًا له في الجولات الأخيرة، خاصة وأن الفريق في حاجة لنجومية حقيقية في غياب رونالدو، كما أن هذه الأهداف قد تعيد له الثقة وتمنح بيولي خيارات أكبر في التشكيل التكتيكي.