رعب على الطريق السريع وانهيار مركبات تحت وطأة الاصطدام.. شهد طريق العلمين وادي النطرون في مصر مساء أول من أمس حادثاً مأساوياً حينما اصطدمت شاحنة نقل ثقيل بأخرى خفيفة على الطريق السريع ما أسفر عن مصرع سبعة أشخاص وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة في مشهد اهتز له القاصي والداني وتشوّهت فيه المراكب تحت وطأة الاصطدام العنيف الذي وقع بالقرب من الكيلو 120 غرب مدينة مطروح ورصد شهود عيان تصاعد أدخنة سوداء من موقع الحادث وصراخ الركاب العالقين بين حديد المقطورات وهم يستغيثون بفرق الإنقاذ التي وصلت بعد دقائق معدودة لتبدأ عمليات كسر الأبواب وقطع الأحزمة الحديدية لإخراج الضحايا والمصابين وسط فوضى عارمة وتهافت المواطنين لإنقاذ رفاقهم قبل وصول سيارات الإسعاف المدنية والعسكرية التي أفلحت في نقل المصابين إلى مستشفيات العلمين العام والبحر الأحمر المركزي ومن هناك واصل بعض المصابين مسيرتهم إلى مستشفى مطروح التعليمي لتلقي الرعاية الطبية اللازمة ولتعلن وزارة الصحة حالة الاستنفار لتوفير وحدات العناية المركزة والأسرّة الضرورية لكل من وصل في حالات حرجة.

 

تدخل عاجل لفرق الطوارئ في مصر

 

لم تكد فرق الدفاع المدني تصل حتى بدأت بخفض درجات الحرارة داخل المركبات المحترقة ومعالجة انسكاب الوقود والمواد الكيميائية التي كانت الشاحنة الثقيلة تنقلها ووضع طوق أمني على مسافة تزيد على مائتي متر لتأمين المارة ومنع وقوع احتكاكات أخرى وحفاظاً على سلامة حركة المرور في الاتجاهين وقامت الشرطة المرورية بتفريغ الطريق وإعادة توجيه السيارات القادمة عبر الطرق البديلة وتتابعت صور سيارات الإسعاف وهي تخرج من مكان الحادث محاطة بسيارات الضباط وسيارات النجدة فيما أشرف فريق طبي مُكلف من مديرية الشؤون الصحية على إسعاف الحالات المتوسطة ونقلها في برادات صحية خاصة ودعا وزير الصحة خلال بيان رسمي إلى تضافر الجهود للحد من تداعيات هذه الكارثة وتكثيف الفرق الطبية في المستشفيات القريبة مع توفير فرق دعم نفسي للمتضررين وأسر الضحايا الذين وقفوا أمام المشفى في حالة من الفزع والقلق مترقبين نتائج التقارير الطبية وحجم الإصابات التي قد تتطلب تدخلات جراحية عاجلة وقد وعدت الوزارة بإعلان القائمة النهائية للمصابين بعد الانتهاء من الفحوصات اللازمة.

 

تفاعل إعلامي وشعبي ودعوات لاتخاذ إجراءات حاسمة

 

انطلقت تعليقات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وأهالي محافظات الوجه القبلي والبحري تحت وسم #حادث_العلمين وبدت مطالبات مرتفعة بفرض مزيد من الضوابط على السرعة الزائدة ومراقبة الشاحنات الثقيلة وتحديث نظم الإشارات الضوئية والعلامات التحذيرية على طول الطريق إلى جانب دعوات لإنشاء مطارات رادارية لرصد المركبات المخالفة وتغريم أصحابها وغلق الطريق بشكل مؤقت أثناء الأحوال الجوية السيئة أو الضباب الكثيف كما طالب بعض الخبراء بإنشاء جزيرة وسطية فاصلة بين اتجاهي السير وتعزيز خدمات السحب لإنقاذ المركبات المتعطلة وأكدوا أن الطريق الدولي الذي يربط الساحل الشمالي بمحافظتي القاهرة والإسكندرية يعد شرياناً حيوياً تستوجب صيانته المستمرة والعمل على صيانة الطبقة الإسفلتية وتجريب نماذج جديدة للعواكس الأرضية ليلفت انتباه السائقين ويخفض الحوادث مستقبلًا وبالرغم من الجهود السريعة التي بذلتها الأجهزة المعنية إلا أن الحادث يشكل تذكيراً مؤلماً بضرورة تشديد الرقابة وتطبيق القانون بحزم على كل من يخالف لوائح المرور حفاظاً على الأرواح والممتلكات.