أعلنت وزارة الطاقة اللبنانية عن اكتشاف حقل غازي جديد في المياه الاقتصادية قبالة سواحل طرابلس بعد سنوات من المفاوضات مع شركات استكشاف دولية حيث تشير التقديرات المبدئية الى احتياطي يزيد على مئة مليار متر مكعب من الغاز القابل للاستخراج الأمر الذي يؤهل لبنان لتحسين الاعتماد على الذات في مجال الطاقة والحد من فاتورة الاستيراد الضخمة من دول الجوار خاصة مع البدء الفوري في حفر آبار تحليلية عبر شركة نوفاتك الروسية وشركة توتال الفرنسية لتحديد جودة الخام وكمية الغازات المصاحبة وتطوير خطة استغلال تضمن تأسيس البنية التحتية اللازمة لمحطات المعالجة والخطوط البحرية لنقل الغاز الى المصافي الداخلية.

 

شراكات استراتيجية واهتمام عالمي بضخ الاستثمارات


تتضمن المرحلة الاولى من خطة التطوير توقيع اتفاقيات مع مجموعة من المستثمرين الخليجيين والأوروبيين لتشكيل اتحاد يساهم بتمويل المشروع كما اقترحت شركات صينية تجهيز منصات بحرية ذاتية التشغيل تعتمد على الطاقة الشمسية والرياح لتشغيل أنظمة الحفر دون انبعاثات كربونية اضافية الفقرة ويأتي ذلك وسط متابعة من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لتسهيل الحصول على قروض منخفضة الفائدة مع ضمان حقوق الملكية الفكرية والتكنولوجية للدولة اللبنانية ودعم بناء قدرات الطواقم الفنية المحلية من خلال برامج تدريبية واجازات تدريبية في مراكز متقدمة حول العالم.

 

مفاعيل اقتصادية واجتماعية تغيّر المشهد الداخلي


من المتوقع ان يسهم البدء الفعلي في انتاج الغاز من الحقل المكتشف في خفض كلفة الاستيراد النفطي وتوليد الكهرباء بنسبة تصل الى خمسين بالمئة خلال العامين القادمين مما يترك فائضا يمكن بيعه في الاسواق الاقليمية عبر شركة المتوسط للبترول والغاز كما سيخلق المشروع اكثر من خمسة الاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في قطاعات الحفر والصيانة والنقل والخدمات اللوجستية فضلا عن تحريك قطاعات الانشاءات والفنادق والمطاعم في المدن الساحلية الشمالية التي ستستضيف قواعد العمال الاجانب والفنيين المختصين.

 

تحوّل بيئي ودعوات لتعزيز الاستدامة


تضع الحكومة في مقدمة اولوياتها ضمان تطبيق اعلى معايير السلامة البيئية وذلك عبر اللجوء الى تقنيات احتجاز الكربون ومنع التسربات الغازية وتطبيق نظام رقابي فوري يعتمد على المسح الجوي بواسطة الطائرات والمسابر البحرية الفقرة كما اقرت وزارة البيئة خطة لاغلاق المواقع البحرية السابقة للتخزين التقليدي واعادة تأهيل الشواطئ المتضررة من الحِقاب القديمة مع تخصيص جزء من عائدات المشروع لدعم مشاريع الطاقة المتجددة على الساحل الشمالي وتعزيز حملات التشجير والغابات الساحلية التي تساهم في امتصاص الانبعاثات وحماية التنوع الحيوي.

 

دعوات عربية واروبية لتنسيق السياسات الطاقية


على اثر الاعلان عن الحقل الجديد اطلق لبنان مبادرة اقليمية لدعوة دول الشرق الاوسط ودول اوروبية مطلة على المتوسط الى عقد مؤتمر طاقي في بيروت يهدف الى تنسيق سياسات الطاقة وتعزيز انشاء خطوط غاز دولية مشتركة لضمان امدادات آمنة ومتبادلة باقل التكاليف ودعا وزير الطاقة رؤساء شركات البنية التحتية في مصر والاردن وقبرص لمناقشة امكانية ربط شبكات الانابيب وتبادل السمات الفنية والتجارية بما يدعم وحدة الاسواق ويخلق مناخا اقليميا مستقرا ومستداما للطاقة.