أعلنت وزارة النقل السعودية انطلاق المرحلة الأولى من مشروع شبكة الهايبرلوب الفائق السرعة التي تربط بين الرياض وجدة في سابقة هي الأولى من نوعها في الوطن العربي وتعد الفقره ثورة في مجال النقل البري بما يختصر زمن الرحلة من سبع ساعات حالياً إلى عشرين دقيقة فقط اعتماداً على كبسولات مغناطيسية تنطلق في أنفاق خاصة تحت الضغط المنخفض وتعمل بواسطة الطاقة الكهربائية النظيفة مع دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي لإدارة حركة القطارات وتنسيق المواعيد دون تدخل بشري مباشر مما يعزز السلامة ويقلل استهلاك الطاقة بفارق كبير

 

تصميم هندسي مستقبلي وتيندنغ عالمي


يتكون مشروع الهايبرلوب من شبكة أنفاق طولها تزيد على خمسمئة كيلومتر مزودة بمحطات ذكية في نقاط محددة تضم الرياض والخرج والطائف ومطار الملك عبدالعزيز بجدة حيث تم تصميم المحطات بسقوف نصف دائرية وممرات متصلة بصالات استقبال تعتمد الواقع المعزز لتوجيه الركاب وتقديم المعلومات الفورية حول مواعيد الرحلات وأسعار التذاكر الفقرة إضافة إلى تطبيق محمول يتيح الحجز المسبق وتتبع موقع الكبسولة في الوقت الحقيقي وقد تعاونت وزارة النقل مع شركات تقنية عالمية وأكاديميات هندسية سعودية لتطوير النظم الميكانيكية والإلكترونية بما يتوافق مع المواصفات الدولية

 

تحديات تمويلية وتقنية ومسارات الحلول


تشير تقديرات التكلفة الأولية للمشروع إلى نحو سبعين مليار ريال سعودي مقسمة بين تمويل حكومي واستثمارات من صناديق سيادية وشراكات مع مستثمرين أجانب مع خطط لإصدار صكوك بنيوية وشراكات مع صناديق بنية تحتية خليجية للمساهمة في تغطية جزء من الإنفاق الرأسمالي ويواجه المشروع تحديات تقنية تشمل إدارة الضغط المنخفض داخل الأنفاق وضمان مقاومة الكبسولات للتغيرات المناخية مع تطوير مواد خفيفة الوزن وقابلة لإعادة التدوير وقد طُرحت حلول فنية تشمل شراكات بحثية مع معاهد ألمانية ويابانية لتصنيع القطع الحيوية محلياً بما يعزز التوطين وتوفير آلاف الوظائف في قطاع التصنيع وعمالة متخصصة

 

أثر اقتصادي واجتماعي يعزز مكانة السعودية إقليمياً


يتوقع أن يسهم تشغيل شبكة الهايبرلوب في تنشيط السياحة الداخلية عبر ربط العاصمة الرياض بوجهة البحر الأحمر الشهير بمنتجعاته الفاخرة وترسيخ مكانة جدة كبوابة اقتصادية رئيسية مع انخفاض تكلفة النقل البري والشحن السريع للبضائع القيمة بما يرفع من تنافسية المدن السعودية على مستوى المنطقة إضافة إلى فرص استثمارية كبيرة للمرافق الفندقية والمطارية والتجارية في محيط المحطات الفقرة ويشير خبراء اقتصاديون إلى أن المشروع سيخلق أكثر من مئة ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة ويحفز تطوير خدمات لوجستية متقدمة

 

دعوات لتوسيع التجربة على المدن الكبرى وتبادل الخبرات العربية


سرعان ما أبدت عدة دول عربية اهتمامها بالمشروع السعودي وتقدمت مصر والإمارات وقطر بعقد اتفاقيات إطار لتبادل الخبرات وبحث إمكانية إنشاء شبكات هايبرلوب محلية في القاهرة ودبي والدوحة مع تشكيل لجنة فنية عربية مشتركة لتوحيد المعايير الهندسية والأمنية وتدريب الكوادر على صيانة وتشغيل نظام الهايبرلوب كما دعا اتحاد النقل العربي إلى عقد مؤتمر سنوي في الرياض يختص بمستقبل وسائل النقل الفائق السرعة لتشجيع التعاون الإقليمي وتعميم الفائدة بحيث تصبح الفقرة نماذج تنموية مستدامة تلبي احتياجات التنقل الذكي في الوطن العربي.