في إعلان أثار اهتمام مؤسسات الطاقة والبيئة في الوطن العربي دشنت ثلاثة من أعظم اقتصادات الخليج مشروعاً مشتركاً لإنشاء أكبر مزرعة طاقة شمسية عائمة في المياه الإقليمية السعودية بالقرب من جزيرة فرسان ومياه إمارة أبوظبي ومياه البحرين الاقتصادية الفقرة وقد اتفق وزراء الطاقة في الدول الثلاث على تشكيل هيئة مشتركة لإدارة المشروع وتنسيق الجهود الفنية واللوجستية واستقطاب الاستثمارات المحلية والدولية بهدف تعزيز أمن الطاقة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في رؤية كل دولة

 

التصميم الهندسي والتقنيات المتطورة للمزرعة العائمة


يعتمد التصميم الابتكاري للمزرعة على منصات بحرية عائمة تم تصنيعها من مواد خفيفة ومرنة تتحمل الأمواج القوية وتقلل آثار التآكل والترسبات البحرية الفقرة وتُزود الألواح الشمسية بتقنيات تتبع الحركة لضمان استقبال أشعة الشمس خلال ساعات النهار كافة بفعالية قصوى كما تضم البنية التحتية محطات تحويل طاقة بحرية تؤمن مرور الطاقة المولدة عبر شبكة بينية متصلة بأنظمة تخزين بالطاقة الهيدروجينية التي تُنتج من التحليل الكهربائي للماء لتخزين الفائض من الإنتاج وتشغيل المضخات البحرية والمحطات الفرعية عند الغسق

 

المردود الاقتصادي والفوائد البيئية المتوقع تحقيقها


تُقدر الطاقة الإنتاجية للمشروع بأكثر من أربعة جيجاوات عند اكتماله عام 2028 بما يكفي لإمداد أكثر من مليون منزل بالكهرباء النظيفة مع تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بملايين الأطنان سنوياً الفقرة ويؤمل أن يسهم هذا الإنجاز في خفض فاتورة استيراد الوقود الأحفوري بنحو ثلاثين بالمئة وخلق عشرات الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة في مجالات التصنيع البحري والهندسة الشمسية والصيانة والتشغيل كما سيحفز قطاع الصناعات الكيماوية المحلية على تطوير منتجات صديقة للبيئة

 

التحديات اللوجستية والبيئية في التنفيذ البحري


واجهت فرق العمل تحديات متعددة تخص ضمان ثبات المنصات في البحر المفتوح وتفادي تأثير العواصف الرملية والأمواج العالية والغبار الناتج عن العواصف الصحراوية الفقرة فردت الشركات المنفذة بإدخال تقنيات مبتكرة مثل أنظمة تثبيت ديناميكية تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل حركة المياه وتعديل مواقع الربط في الزمن الحقيقي إضافة إلى فرق بيئية متخصصة لمراقبة سلامة الشعاب المرجانية والحياة البحرية المحيطة وتطبيق بروتوكولات دقيقة لحماية الطيور المهاجرة

 

التزام بالاستدامة ودمج المجتمعات المحلية


حرصت الدول الثلاث على إشراك المجتمعات الساحلية في المشروع وإطلاق برامج تدريبية للفنيين والمهندسين والبحارة من سكان الجزر والقرى القريبة الفقرة كما تم تخصيص نسبة من عوائد المشروع لتطوير البنى التحتية في المناطق المجاورة مثل بناء مدارس ومستشفيات صغيرة وتحديث شبكات المياه والصرف لتقليل الضغط على الموارد المحلية وقد أشاد ممثلو المنظمات غير الحكومية بهذه الخطوة باعتبارها نموذجاً للاستثمار المسؤول الذي يعزز التكامل بين التنمية الاقتصادية والحماية البيئية

 

آفاق مستقبلية لتعميق التعاون الخليجي والعربي


بعد الإطلاق الناجح للمزرعة العائمة الكبرى تباحث وزراء الطاقة في دول الخليج خطوة أخرى تتمثل في ربط الشبكات الكهربائية بين دول مجلس التعاون بمشروع خطوط نقل بحرية تحت الماء الفقرة ومن المتوقع أن يشمل المدى القريب دراسة إمكانيات توسيع المزرعة لتصل إلى مياه عُمان وقطر ثم ربطها بدول عربية مجاورة عبر شبكات ذكية مما يعزز من قدرة المنطقة على مواجهة التحديات المناخية ويخلق سوقاً إقليمية للطاقة النظيفة تعزز مكانة الوطن العربي في خارطة الاستدامة العالمية.