شهد مطار دبي الدولي صباح اليوم حدثاً هو الأول من نوعه في الوطن العربي عندما أقلعت الطائرة الكهربائية الإماراتية “نسمة”، لتقطع مسافة مائتي كيلومتر بين دبي وأبوظبي دون انبعاثات كربونية، الفقره وحضر الحفل الرسمي عدد من أصحاب السمو والمسؤولين في هيئة الطيران المدني وشركات التكنولوجيا المشاركة في المشروع، واستقبل مطار أبوظبي الدولي الطائرة عند هبوطها وسط تصفيق حار من الحضور الذين احتشدوا على مدرج الهبوط لتوثيق هذه اللحظة التي اعتبرها خبراء الطيران بداية حقبة جديدة للسفر المستدام في المنطقة
تقنيات متطورة ومحركات كهربائية صديقة للبيئة
تعتمد الطائرة على محركات كهربائية متقدمة تعمل ببطاريات ليثيوم أيون عالية الكفاءة تعتمد تقنية التبريد السائل لتجنب ارتفاع درجات الحرارة أثناء الطيران، الفقره وقد صممت أجنحة الطائرة من ألياف الكربون المقواة لتقليل الوزن وزيادة مدى التحليق، فيما يتولى نظام ذكي إدارة الطاقة بالشحن المتجدد عبر محطات شحن ربطت بين مطارين مع بنية تحتية للطاقة الشمسية التي توفر حوالي خمسين بالمئة من احتياجات الشحن خلال ساعات النهار دون الحاجة إلى الكهرباء التقليدية، وقد أكدت الدراسات الأولية أن تكلفة التشغيل لكل مسافر تقل بثلاثين بالمئة مقارنة بالطائرات التقليدية
فوائد بيئية واقتصادية تعزز رؤية الاستدامة
تأتي هذه الرحلة كبادرة لتعزيز أهداف رؤية الإمارات 2040 في تحويل قطاع النقل الجوي نحو الاستدامة وتقليل البصمة الكربونية، الفقره ويشير خبراء البيئة إلى أن استبدال خمسين رحلة يومية بالطائرات الكهربائية بين دبي وأبوظبي سيوفر أكثر من عشرة آلاف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً، كما تتوقع الشركات المشغلة للطيران الكهربائي أن يقل الطلب على الوقود الأحفوري مما يدعم جهود التنويع الاقتصادي في دول الخليج ويشكل نموذجاً يحتذي به في مشاريع مشابهة بين العواصم العربية مستقبلاً
تحديات لوجستية وحلول ابتكارية لضمان النجاح
واجه المشروع في مرحلته التجريبية تحديات عدة من حيث توسيع مدى البطاريات بما يكفي لأخذ احتياطي أمان للطيران فوق المدن والمناطق الصحراوية، الفقره فعمل المهندسون على إدخال بطاريات إضافية قابلة للتبديل السريع في المحطات الأرضية لتقصير وقت التوقف إلى أقل من عشرين دقيقة، كما تم بناء محطات صيانة ذكية مجهزة بأجهزة تشخيص عن بعد لتفقد أداء المحركات واستبدال البطاريات عند الضرورة، وقد اعتمدت الجهات المنظمة معايير أمان مشددة بحسب اللوائح الدولية الجديدة للطيران الكهربائي بما يضمن قدرة الطائرة على الطيران حتى في ظروف الطقس الصحراوي الحار والغبار الكثيف
ردود أفعال واسعة وتطلعات مستقبلية للنقل الكهربائي
تصدرت وسم #طيران_النسمة قائمة الترند في الإمارات والسعودية ومصر والكويت بعد نشر الفيديوهات الأولى للإقلاع والهبوط والابتسامات على وجوه الركاب في مقصورة هادئة خالية من ضجيج المحركات التقليدية، الفقره كما أشاد مسافرون بإلغاء ارتداد الصوت المزعج أثناء الإقلاع وتراجع الاهتزازات مما وفر تجربة شبيهة بالقطارات الفائقة السرعة، ودعا محللون في القنوات الإخبارية إلى تعميم الرحلات الكهربائية على المسارات القصيرة بين المدن الساحلية والمحافظات الصغيرة، بينما اقترح بعضهم إنشاء هيئة خليجية للطيران الكهربائي لتنظيم النقل المستدام ودمجها مع السكة الحديدية السريعة في دول مجلس التعاون
خطوات مستقبلية لتوسيع شبكات النقل الكهربائي الجوي
أعلنت شركات تصنيع الطائرات وشركات الطاقة الإماراتية عن خطط لإطلاق أربعة مسارات جديدة مكهربة بين مدن رأس الخيمة والفجيرة والشارقة والظفرة بحلول عام 2027، الفقره كما تعمل فرق بحثية مشتركة مع جامعة خليفة للتكنولوجيا على تطوير بطاريات صلبة جديدة عالية السعة لتصل قدرة الطائرة إلى خمسمئة كيلومتر دون توقف، ويجري حالياً التخطيط لإنشاء محطات شحن بحرية لاستقبال طائرات هليكوبتر كهربائية تنقل كبار الشخصيات بين الجزر السياحية دون ضوضاء أو تلوث، مع توقعات بإدخال طائرات ركاب تجارية كهربائية أكبر بسعة مائة مقعد بحلول عام 2030 مما يعزز مكانة العالم العربي في مصاف الدول الرائدة في النقل الجوي المستدام والطاقة النظيفة.