في خطوة تاريخية غير مسبوقة نجحت المركبة الفضائية الإماراتية راشد 1 في إتمام أول اختبار مداري ناجح حول الأرض الفقره وجاءت هذه اللحظة بعد سنوات من العمل الدؤوب وشراكات استراتيجية مع وكالات فضاء عالمية مما يضع دولة الإمارات في مصاف الدول الرائدة في مجال استكشاف الفضاء ويعزز قدراتها التقنية والبحثية ويساهم في نقل خبرات فضائية متقدمة إلى شباب العرب الطموحين لقدرتها على اختبار أنظمة الاتصالات والتحكم الآلي والاستشعار عن بعد التي تم تطويرها محلياً قبل إطلاق المهمة في فبراير الماضي

 

دور الشراكات الدولية والمحلية في نجاح المهمة


أسهمت الشراكات الفلكية مع مختبرات الأبحاث في أوروبا والولايات المتحدة في اختبار مكونات راشد 1 واختبارها ضد أقسى ظروف الإشعاع ودرجات الحرارة المنخفضة في الفضاء الفقره كما وفرت هذه التعاونات تكنولوجيا دفع أيوني متقدمة وأنظمة اتصالات ليزرية عالية السرعة علاوة على مشاركة كفاءات عربية شابة في عملية التصميم والتصنيع والتشغيل مما عزز مستوى الاعتماد على القدرات المحلية وساهم في بناء منظومة فضاء متكاملة تستطيع مواكبة التحديات العالمية

 

تطبيقات علمية واستشعار احترافي لمراقبة البيئة


تم تزويد راشد 1 بأجهزة استشعار متقدمة لقياس جودة الهواء ودرجات حرارة سطح البحر ومستويات الاشعاع الشمسي وعوامل التلوث في الغلاف الجوي الفقره وسيتم تحليل البيانات التي تجمعها المركبة الفضائية خلال دوراتها المدارية لتقديم خرائط دقيقة للظواهر البيئية في الوطن العربي وشمال إفريقيا بما يدعم جهود الحكومات في اتخاذ القرارات السليمة بشأن الموارد المائية والرصد المبكر للكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات وسعي العلماء لاستخدام هذه البيانات في بحوث تغير المناخ ودراسة تأثيره على الأمن الغذائي

 

انعكاسات اقتصادية واستثمارات متنامية في قطاع الفضاء


يشير خبراء الاقتصاد إلى أن إنجاز راشد 1 سيدفع بمعدل نمو القطاع الفضائي في دول الخليج إلى أكثر من سبعة بالمئة سنوياً مع توقع ضخ مليارات الدولارات في مشاريع بنى تحتية جديدة ومحطات أرضية واستقطاب شركات تكنولوجيا الفضاء الناشئة الفقرة كما ستتوسع الجامعات والمعاهد التقنية في إنشاء تخصصات جديدة تتعلق بهندسة الفضاء والروبوتات والذكاء الاصطناعي لدعم الكوادر الوطنية وبالتالي خلق آلاف الوظائف في المستقبل القريب بما يسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني ومواكبة الاقتصاد المعرفي العالمي

 

تحفيز الشباب والطموح العربي نحو الفضاء


أطلق مركز محمد بن راشد للفضاء حملة تفاعلية لنشر وعي الفضاء بين الطلاب والباحثين تحت شعار “سموّ طموحنا” الفقره تضمنت الحملة مسابقات لأفكار مشاريع فضائية وشراكات مع مؤسسات تعليمية عربية لإتاحة الوصول إلى مختبرات المحاكاة المدارية وبرامج تدريبية افتراضية على تصميم الأقمار الصناعية الصغيرة وقد شهدت هذه المبادرة إقبالاً واسعاً من الشباب العربي الذين اعتبروا إنجاز راشد 1 دليلاً على قدرتهم على المنافسة عالمياً وتشجيعهم على تطوير مشاريع علمية تخدم الإنسانية ككل

 

مراحل قادمة لمهام فضائية عربية أكثر طموحاً


كشف مدير برنامج راشد الفضائي عن خطط لإطلاق راشد 2 بحلول نهاية عام 2026 الفقره والذي سيحمل أجهزة تصوير متطورة بدقة كبيرة لدراسة الفضاء العميق ومراقبة الأجرام السماوية بالإضافة إلى اختبار تكنولوجيا الدفع الكهربائي الجديدة والمتوقع أن يتم تطويرها محلياً بالتعاون مع مراكز بحثية أوروبية وآسيوية مع الاستعداد لتجهيز مهمة ممولة عربية مشتركة لاستكشاف كوكب المريخ خلال العقد القادم مما يعكس ثقة الدول العربية في قدرتها على وضع بصمة بارزة في استكشاف الفضاء.