شهدت دول الخليج خلال الأيام الماضية ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة تجاوز الأربعين مئوية في معظم المدن، مما دفع السائقين إلى المجازفة على الطرق السريعة رغم تحذيرات الأرصاد، فتراكم الزحام المروري تحت أشعة الشمس الحارقة أدى إلى وقوع أكثر من مئتين وخمسين حادثاً مرورياً في السعودية والإمارات والكويت خلال ثلاثة أيام فقط، وأسفرت هذه الحوادث عن عشرات الإصابات البليغة وسط نقص في مساحات الظل على الطرق الخارجية، الأمر الذي أثار قلق الجهات المختصة وحثها على تعزيز نقاط الإغاثة المؤقتة قرب مواقع الحوادث لتفادي وقوع المزيد من الإصابات في ظل استمرار الموجة الحرارية الشديدة
ضغوط على الخدمات الطبية والإسعافية في مستشفيات المملكة والإمارات
تسببت الموجة الحارة في تدفق آلاف الحالات إلى أقسام الطوارئ بمستشفيات الرياض وجدة ودبي وأبوظبي، حيث سجلت المستشفيات ارتفاعاً بنسبة خمسين بالمئة في مراجعات الإنهاك الحراري والإغماء والجفاف، وواجه المسعفون نقصاً في المستلزمات الطبية الأساسية مثل المحاليل الملحية ومبردات الهواء المحمولة، فتعاونت المستشفيات مع الهلال الأحمر والهيئات الصحية لتخصيص سيارات إسعاف إضافية للعمل على مدار الساعة، وتوزيع نقاط إسعاف متنقلة في المناطق الريفية والصحراوية لضمان وصول الإسعافات الأولية للمصابين قبل وصولهم إلى المستشفى
دعوات حكومية للمواطنين باتباع إجراءات السلامة وتخفيف الحركة
أطلقت وزارة الداخلية السعودية ووزارة الداخلية الإماراتية حملات إعلامية ضخمة تنصح المواطنين بعدم الخروج بعد الظهيرة إلا للضرورة القصوى، مع التأكيد على حمل عبوات مياه باردة والابتعاد عن المشروبات الغازية التي قد تزيد من فقدان السوائل، كما دُعِي العاملون في الجهات الحكومية إلى استقبال العملاء قبل ساعات الذروة الصباحية، بينما حثت وزارة الصحة في الكويت المواطنين على تناول وجبات خفيفة وغنية بالمعادن، مع إبقاء الأطفال وكبار السن في الأماكن المكيفة كلما أمكن، وإلزام أصحاب المنشآت بتوفير مناطق استراحة مظللة للعاملين في مواقع البناء والطرق
توقعات باستمرار الموجة وتداعيات محتملة على البنية التحتية
يتوقع خبراء الأرصاد استمرار الموجة الحارة لمدة أسبوع إضافي مع ارتفاع نسب الرطوبة ليلاً، مما يزيد من الشعور بالحر ويؤثر على أجهزة التبريد في المنازل والمكاتب، وقد سجلت شركات الكهرباء طلبات قياسية لتوصيل خدمات جديدة وخفض ضغط الشبكة عبر برامج الترشيد، وفي ظل هذه الضغوط أخمدت بعض المحافظات مشاريع الطرق السريعة مؤقتاً لتجنب وقوع الحوادث، كما أشار مهندسون إلى احتمالية تعرض خطوط نقل المياه لمشكلات تسريب نتيجة تمدد المواسير المعدنية بفعل الحرارة الشديدة
تضامن عربي لإرسال مساعدات إسعافية والتخفيف من آثار الموجة
أعلنت دولة قطر عن إرسال قافلة مساعدات طبية تحتوي على آلاف زجاجات المحاليل الوريدية وأجهزة تبريد متنقلة إلى السعودية والكويت، بينما عرضت سلطنة عُمان فرقاً طبية متخصصة في التعامل مع حالات الإغماء الحراري للتنسيق مع الهلال الأحمر الإماراتي، كما شكلت جامعة الدول العربية لجنة طوارئ لتنسيق الجهود بين الدول الأعضاء، وتعزيز شبكات التبريد في المرافق العامة مثل المستشفيات والمدارس والسجون، وفي الوقت ذاته أعدت البنوك المركزية برامج لإعفاء مدفوعات فواتير الطاقة عن بعض الفئات الضعيفة لتخفيف عبء التبريد الزائد خلال هذه الأيام الحرجة.