الحج فريضة عظيمة وركن من أركان الإسلام الخمسة، وتتضمن مناسكه العديد من الأركان والواجبات والسنن التي حددها العلماء والفقهاء، ومن بين تلك الأعمال التي يكثر السؤال عنها هو "طواف الوداع"، وهل هو واجب أو ركن من أركان الحج، وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية من خلال أمين الفتوى الشيخ إبراهيم عبدالسلام، أن طواف الوداع لا يُعد من أركان أو واجبات الحج، وإنما هو سنة من سنن الحج، يُستحب فعلها لمن استطاع، ولا يترتب على تركها لعذر أي فدية أو كفارة، وهو ما يزيل الحرج عن كثير من الحجاج الذين قد تضطرهم الظروف إلى مغادرة مكة قبل أدائه، في هذا المقال نستعرض أقوال العلماء وحكم الشرع في طواف الوداع، ومن هم المعذورون الذين يُعفى عنهم أداءه.

ما هو طواف الوداع

طواف الوداع هو الطواف الذي يؤديه الحاج حول الكعبة بعد الانتهاء من جميع مناسك الحج، ويكون:

  • آخر طواف يقوم به الحاج قبل مغادرة مكة

  • بمثابة وداع رمزي لبيت الله الحرام

  • سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم

حكم طواف الوداع في الشريعة الإسلامية

أوضح الشيخ إبراهيم عبدالسلام أن الفقهاء قسموا أعمال الحج إلى:

  • الأركان: مثل الوقوف بعرفة وطواف الإفاضة ولا يتم الحج بدونها

  • الواجبات: مثل المبيت بمزدلفة ورمي الجمرات

  • السنن: وهي مستحبة ولكن لا تفسد الحج بتركها ومنها طواف الوداع

موقف النبي صلى الله عليه وسلم من طواف الوداع

جاء في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم:

  • جعل آخر عهده بالبيت الطواف

  • لم يُلزِم من له عذر بأداء طواف الوداع

  • وجّه النساء في الحيض بعدم أدائه عند العذر الشرعي

من هم المعذورون في ترك طواف الوداع

يجوز ترك طواف الوداع دون فدية في الحالات التالية:

  • المرأة الحائض أو النفساء

  • من اضطُر للمغادرة السريعة مع رفقة السفر

  • من أصابه مرض مفاجئ يمنعه من أداء الطواف

هل يؤثر ترك طواف الوداع على صحة الحج

أكدت دار الإفتاء المصرية أن من ترك طواف الوداع لعذر فإن:

  • حجه أو عمرته صحيحة بإذن الله

  • لا يلزمه دم ولا كفارة

  • يُرجى له الأجر والقبول من الله عز وجل

نصيحة للحجاج من أهل الفتوى

رغم أن طواف الوداع سنة، إلا أن الأفضل للمسلم:

  • أن يؤديه إن لم يكن لديه عذر

  • أن يجعل آخر عهده بالبيت هو الطواف اقتداءً بالنبي

  • أن يحرص على كل سنن الحج ما استطاع إلى ذلك سبيلًا

في ختام الحديث، يتبين أن طواف الوداع ليس من أركان الحج ولا من واجباته، وإنما هو سنة مؤكدة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وحثّ عليها، لكن من تركها لعذر فلا إثم عليه ولا فدية، ويظل حجه مقبولًا بإذن الله، وهذا ما يُظهر يسر الإسلام ورفع الحرج عن المسلمين، ونسأل الله أن يكتب لكل من نوى الحج أو العمرة القبول والرضا وييسر لهم أداء المناسك في أمن وأمان وطمأنينة.