شهدت احدى المناطق الصناعية الكبرى في القاهرة حادث انفجار مدوٍ داخل مصنع للكيماويات تسبب في حالة من الذعر بين العاملين والسكان القريبين حيث هرعت سيارات الحماية المدنية والاسعاف الى الموقع فور سماع دوي الانفجار الذي خلف سحب دخان كثيف غطت سماء المنطقة لساعات وقد ادى الحادث الى اصابة عدد من العمال بحروق واختناق وتم نقلهم الى مستشفيات قريبة لتلقي العلاج فيما باشرت النيابة العامة تحقيقاتها بالتعاون مع فرق المعمل الجنائي للكشف عن سبب الانفجار الذي يُرجح انه ناتج عن تسرب مواد قابلة للاشتعال من احد الخزانات المهترئة حيث اشار شهود عيان الى سماع اصوات طقطقة قبل لحظات من الانفجار مما يعزز فرضية الاهمال الفني في صيانة الاجهزة والمعدات المستخدمة داخل المصنع.
انتقادات لغياب معايير السلامة في المنشآت
اثار الحادث موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تكرار حوادث مشابهة في منشآت صناعية تفتقر لابسط اشتراطات السلامة المهنية حيث عبر كثير من النشطاء عن استيائهم من عدم وجود رقابة دورية على المصانع خاصة تلك التي تتعامل مع مواد خطرة مثل الكيماويات والغازات السامة وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عن التقصير في اجراءات الامن الصناعي كما دعوا الى اصدار تشريعات اكثر صرامة تلزم اصحاب المصانع بتطبيق معايير الجودة والسلامة وتدريب العمال على التصرف السريع في حالات الطوارئ تجنبا لتكرار مثل هذه الكوارث التي تهدد ارواح الابرياء.
حملات تفتيشية عاجلة على المصانع المماثلة
اعلن وزير الصناعة والتجارة في بيان رسمي عقب الحادث عن تشكيل لجنة طارئة من الجهات الرقابية والمختصين بالنقل والتخزين لمراجعة اوضاع المصانع المشابهة التي تعمل في نطاق المواد الكيميائية والمتفجرات ومخازن الغاز والطلاء حيث ستبدأ اللجنة سلسلة من الزيارات المفاجئة خلال الايام المقبلة لضمان توافر معايير السلامة والانذار المبكر داخل كل منشأة كما تم التنسيق مع وزارة البيئة للتأكد من عدم تسرب المواد الضارة الى الهواء والمياه الجوفية في محيط الحادث وقد اكدت مصادر مطلعة ان السلطات لن تتهاون مع اي منشأة مخالفة وقد يتم اغلاق بعض المصانع مؤقتا لحين توفيق اوضاعها وفقا للضوابط الجديدة.
مواطنون يروون لحظات الرعب وبكاء الاطفال
روى عدد من السكان الذين يقطنون على بعد امتار من موقع الانفجار تفاصيل اللحظات المرعبة التي عاشوها اثناء الحادث حيث قال احدهم انه ظن للوهلة الاولى ان زلزالا ضرب المنطقة بسبب شدة الاهتزاز الذي هز النوافذ والابواب واضاف اخر ان الاطفال اصيبوا بحالة فزع شديدة وبدأ بعضهم بالبكاء والصراخ خوفا من ان تكون هناك انفجارات اخرى بينما سارعت الاسر الى مغادرة مساكنها والهروب الى الشوارع بحثا عن الامان وقد طالب الاهالي الجهات المعنية بضرورة نقل هذه المصانع بعيدا عن التجمعات السكنية ومنع تراخيص المصانع التي تنتج مواد خطرة داخل المناطق المأهولة تجنبا لتكرار المأساة التي قد تكون نتائجها اكثر فداحة في المستقبل.