في إنجاز غير مسبوق يعزز مكانة مصر على خريطة الرياضة العالمية، صنفت مجلة "ناشيونال جيوجرافيك" العالمية نصف ماراثون الأهرامات كأروع مسار جري في العالم، متفوقًا على أشهر السباقات الدولية في أوروبا، أمريكا وآسيا. الحدث الذي يقام سنويًا عند سفح أهرامات الجيزة، استطاع أن يدمج بين سحر التاريخ وعراقة الحضارة المصرية مع روعة المنافسات الرياضية، ليشكل مزيجًا استثنائيًا يجذب آلاف العدائين من مختلف أنحاء العالم.
وزارة الشباب والرياضة المصرية لم تتأخر في الرد على هذا التكريم الدولي، حيث أعرب الوزير الدكتور أشرف صبحي عن فخره واعتزازه بهذا التصنيف العالمي، مشيرًا إلى أن الماراثون لم يكن مجرد سباق رياضي، بل حدث عالمي يُجسد رؤية الدولة المصرية في تعزيز مكانتها كوجهة رياضية وسياحية رائدة.
وأضاف أن هذا النجاح هو ثمرة جهود سنوات من العمل المشترك والتخطيط المحترف، بالتعاون مع فريق "تراي فاكتوري" المنظم الرسمي للحدث.
يتميز ماراثون الأهرامات عن غيره من السباقات العالمية بأنه يقام في أحد أبرز المواقع الأثرية على مستوى العالم، حيث ينطلق العداؤون في مسارات تمر بجوار الأهرامات الثلاثة: خوفو، خفرع ومنقرع، في مشهد بانورامي لا يتكرر كثيرًا.
وبحسب مجلة ناشيونال جيوجرافيك، فإن الماراثون لا يقدم فقط تحديًا رياضيًا، بل يشكل تجربة ثقافية وروحية غنية، تجعل المشاركين يشعرون وكأنهم يركضون وسط التاريخ نفسه.
وفي إطار تطوير الحدث لمزيد من التميز، كشف وزير الشباب والرياضة عن خطط لتوسعة مسار الماراثون ليصل إلى 42 كيلومترًا بحلول النسخة الثامنة في عام 2026، بما يتماشى مع المعايير الدولية للماراثونات الكبرى، الأمر الذي من شأنه تعزيز فرص تصنيفه ضمن أبرز سباقات الجري العالمية مثل "ماراثون بوسطن" أو "ماراثون برلين".
يحرص منظمو ماراثون الأهرامات على توفير سباقات تتناسب مع جميع الأعمار والمستويات البدنية، حيث تشمل الفعالية سباقات لمسافات 5 كيلومترات، و10 كيلومترات، ونصف ماراثون (21 كيلومترًا).
هذا التنوع أتاح الفرصة لمشاركة محترفين وهواة، رجالًا ونساءً، وحتى عائلات وأطفال، في تجربة مميزة تعزز ثقافة الجري والرياضة المجتمعية.
في دورته الأخيرة، استقطب ماراثون الأهرامات أكثر من 10 آلاف عداء من نحو 80 دولة حول العالم، ما يعكس ثقة المجتمع الرياضي الدولي في قدرة مصر على تنظيم فعاليات رياضية كبرى بمعايير عالمية، وقد تحول الحدث إلى احتفالية رياضية وسياحية متكاملة، يساهم في تنشيط السياحة وزيادة التدفقات الأجنبية.
وأكد الدكتور أشرف صبحي أن ما تحقق من نجاح هو نتيجة للدعم الكبير الذي توليه القيادة السياسية لهذا القطاع، مشيرًا إلى رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي التي وضعت الرياضة ضمن أدوات القوة الناعمة لمصر، وسعت إلى استخدامها كوسيلة لدعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الصورة الذهنية للبلاد في الخارج.
ماراثون الأهرامات.. أيقونة رياضية جديدة
من الواضح أن ماراثون الأهرامات لم يعد مجرد سباق محلي أو إقليمي، بل أصبح أيقونة رياضية جديدة تمثل مصر على الساحة الدولية.
ومن خلال تنظيم احترافي، وبنية تحتية متطورة، وتعاون مثمر بين الحكومة والقطاع الخاص، يواصل الحدث ترسيخ مكانته عامًا بعد عام، ويمنح المشاركين فيه فرصة فريدة لعيش لحظات لا تُنسى في قلب حضارة عمرها آلاف السنين.