يواصل الحارس السويسري يان سومير كتابة فصول مذهلة في مسيرته الكروية، بعد أن قدم موسمًا استثنائيًا مع إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا، حيث لعب دور البطل الحقيقي في مشوار فريقه نحو المباراة النهائية، ليصبح اسمه مطروحًا بقوة ضمن المرشحين لجائزة الكرة الذهبية، في ظل غياب منافس واضح هذا الموسم.

 

سومير، الذي انضم إلى إنتر في بداية الموسم، سرعان ما أصبح أحد أعمدة الفريق الأساسية، وقدم أداءً خرافيًا في مباريات الحسم، وخاصة في ربع ونصف نهائي البطولة، ضد بايرن ميونخ وبرشلونة على التوالي.

 

فرغم تلقي سومير ستة أهداف في مباراتي الذهاب والإياب أمام برشلونة، إلا أن تصدياته الحاسمة وتدخله في لحظات مفصلية ساهمت بشكل مباشر في تأهل إنتر إلى النهائي المنتظر في ميونخ.

 

في إياب نصف النهائي على ملعب جوزيبي مياتزا، توج سومير بجائزة رجل المباراة بعد أداء مذهل، تصدى خلاله لفرص خطيرة من لامين يامال ورافينيا وجارسيا، وكان أبرزها إنقاذه الأسطوري في الدقيقة 114 أمام يامال، وهي كرة كانت كفيلة بمنح برشلونة بطاقة التأهل لولا براعة الحارس السويسري.

 

أرقام سومير تتحدث عن نفسها، فقد خاض 13 مباراة في دوري الأبطال هذا الموسم، استقبل خلالها 11 هدفًا فقط، منها 6 أمام برشلونة، أي أنه تلقى 5 أهداف فقط في 11 مباراة أخرى، ونجح في الحفاظ على نظافة شباكه في 7 مباريات، وهو رقم مميز يعكس مدى استقراره وتأثيره في خط الدفاع.

 

أمام بايرن ميونخ في ربع النهائي، كان سومير صمام الأمان، حيث تصدى لست فرص محققة في الذهاب، وأنقذ أربع كرات خطيرة في الإياب، ليساهم في إقصاء عملاق ألمانيا وتأهل إنتر إلى نصف النهائي بثبات وثقة.

 

وقد أشادت الصحف الأوروبية، وخاصة الإسبانية منها، بما يقدمه سومير، واعتبرت صحيفة "ماركا" أن الحارس السويسري قد يكون مرشحًا واقعيًا للكرة الذهبية، إذا ما نجح في قيادة إنتر للتتويج باللقب الأوروبي، مشيرة إلى أنه أحد أكثر الحراس تأثيرًا في الأدوار الإقصائية خلال الـ15 موسمًا الأخيرة.

 

تاريخيًا، لم تمنح الكرة الذهبية لحارس مرمى منذ فوز ليف ياشين بها عام 1963، لكن ما يفعله سومير هذا الموسم قد يفتح الباب أمام استثناء نادر، خاصة في ظل عدم وجود نجم هجومي يفرض نفسه كمرشح أوحد للجائزة هذا العام.

 

وبينما يحلم إنتر بالعودة إلى منصة التتويج القارية، يحلم سومير بإضافة اسمه إلى قائمة الأساطير الذين حفروا أسماءهم في التاريخ، ليس فقط كأحد أفضل حراس الموسم، بل كمرشح جاد لحصد أرفع جائزة فردية في كرة القدم العالمية.