أصدرت القاضية الفيدرالية الأمريكية إيفون غونزاليس روجرز حكماً صارماً ضد شركة أبل، مؤكدة أن الشركة انتهكت بشكل صريح أمراً قضائياً يُلزمها بالسماح بخيارات دفع بديلة خارج متجر التطبيقات "آب ستور". وأشارت القاضية إلى أن سلوك أبل قد يرقى إلى ازدراء المحكمة الجنائي، ما يفتح الباب أمام تحقيق جنائي محتمل.

هذا التطور يأتي في أعقاب نزاع قانوني طويل بين أبل وشركة إبيك غيمز، مطورة لعبة "فورتنايت"، والتي اتهمت أبل بممارسة سلوكيات مناهضة للمنافسة تعرقل حرية المطورين وتفرض عمولات مرتفعة على المدفوعات داخل التطبيقات.

تداعيات مالية ضخمة على شركة أبل

تشير التقديرات إلى أن عائدات متجر التطبيقات لدى أبل تُقدّر بعشرات المليارات من الدولارات سنوياً. ويعني الامتثال الكامل للحكم القضائي احتمال خسارة أبل لمبالغ ضخمة نتيجة إتاحة خيارات دفع خارجية دون فرض عمولتها المعتادة التي تصل إلى 30%. كما تواجه الشركة تهديداً إضافياً بخسارة مدفوعات تُقدَّر بالمليارات من شركة جوجل، التي تدفع لأبل لتكون محرك البحث الافتراضي في متصفح "سفاري"، وهي نقطة رئيسية في دعوى مكافحة الاحتكار التي تقودها وزارة العدل الأمريكية حالياً.

ردود فعل متباينة بين أبل وإبيك غيمز

رغم أن أبل أعلنت أنها تعارض بشدة القرار القضائي، أكدت في بيان رسمي أنها ستلتزم بالحكم مع نيتها تقديم استئناف. في المقابل، رحب الرئيس التنفيذي لشركة "إبيك غيمز"، تيم سويني، بالحكم واعتبره "انتصاراً كبيراً للمطورين"، مؤكداً أنه سيجبر أبل على التنافس بشكل عادل مع مزودي خدمات الدفع الآخرين.

أبل متهمة بالكذب والتضليل أثناء المحاكمة

في تطور لافت، اتهمت القاضية غونزاليس روجرز نائب الرئيس للشؤون المالية في أبل، أليكس رومان، بالإدلاء بشهادة كاذبة أمام المحكمة، مدعياً أن الشركة لم تبحث عن بدائل لحلول الدفع. وأشارت القاضية إلى أن أبل استخدمت هذا الادعاء الكاذب لتبرير ممارساتها، ولم تقم بتصحيح الشهادة، وهو ما اعتُبر تبنياً صريحاً للتضليل.

مستقبل غامض في ظل التحديات القانونية

القضية التي تحمل الرقم 20-cv-05640 في المحكمة الجزئية الأمريكية بولاية كاليفورنيا قد تكون منعطفاً قانونياً حاسماً في علاقة أبل بالمطورين. فبينما تسعى الشركة للدفاع عن نموذج عملها، تزداد الضغوط التنظيمية والقضائية التي قد تُجبرها على تغيير جذري في طريقة تشغيل متجر التطبيقات.