في مشهد غير متوقع، فاجأ المدير الفني البرتغالي جوزيه بيسيرو الجميع بقيادته لتدريبات نادي الزمالك، رغم تواتر الأنباء مؤخرًا حول اقترابه من الرحيل عن القلعة البيضاء، بسبب تذبذب النتائج وضغوط الجماهير.
رغم شائعات الرحيل.. بيسيرو يقود مران الزمالك ويؤكد التحدي برسالة قوية
وظهر بيسيرو على ملعب عبد اللطيف أبو رجيلة في مشهد يعكس التزامه الكامل، حيث تفاعل مع اللاعبين بحرارة وحرص على متابعة كافة تفاصيل المران بنفسه، وسط أجواء من الجدية والتركيز استعدادًا للمواجهة القادمة أمام سيراميكا كليوباترا في الدوري المصري الممتاز، والمقررة يوم الجمعة المقبلة.
وبدأ المران بجلسة فنية قصيرة جمعت بيسيرو باللاعبين، شدد خلالها على أهمية المرحلة المقبلة وضرورة تجاهل الشائعات المتداولة، مؤكدًا أن "الرد الحقيقي يكون داخل الملعب"، وهي رسالة بدت موجهة ليس فقط للاعبين، بل لكل من شكك في قدرته على قيادة الفريق في ظل الظروف الراهنة.
وأوضح المدرب البرتغالي خلال حديثه أن الاستعداد الجيد والتركيز في التدريبات هما مفتاح العبور من هذه المرحلة الصعبة، مشددًا على أن الزمالك نادٍ كبير ويجب أن يعود سريعًا لمكانته الطبيعية على خريطة المنافسة المحلية والقارية.
حيث تأتي مباراة الزمالك أمام سيراميكا كليوباترا في توقيت حساس، إذ يسعى الفريق الأبيض للعودة إلى سكة الانتصارات بعد تعثرات مؤلمة في الدوري، أدت لتراجع ترتيبه بشكل غير معتاد. ويواجه الفريق ضغطًا جماهيريًا كبيرًا وسط مطالب بإحداث تغييرات فنية عاجلة.
وتنتظر الجماهير الزملكاوية أداءً قويًا في المباراة المقبلة، كاختبار حقيقي لقدرة بيسيرو على تعديل المسار، خاصة بعد أن طاله كثير من الانتقادات بسبب تواضع الأداء والنتائج في الفترة الأخيرة.
مستقبل بيسيرو في مهب الريح؟
ورغم ظهوره في مران اليوم بكامل تركيزه، إلا أن مستقبل بيسيرو مع الزمالك لا يزال يكتنفه الغموض؛ فمصادر داخل النادي أكدت وجود مشاورات في مجلس الإدارة بشأن مصير الجهاز الفني، في ظل رغبة البعض في إحداث تغيير سريع قبل فوات الأوان، فيما يرى آخرون أن الوقت لا يزال متاحًا لمنح المدرب فرصة لتصحيح الأوضاع.
ويترقب الشارع الرياضي في مصر ما ستسفر عنه نتائج الفريق في الجولات المقبلة، إذ باتت كل مباراة بمثابة "فرصة أخيرة" للمدرب البرتغالي الذي يواجه تحديًا مزدوجًا: الحفاظ على منصبه واستعادة ثقة الجماهير.
وبحسب تسريبات من داخل القلعة البيضاء، فإن مجلس الإدارة برئاسة حسين لبيب يتبنى موقفًا وسطًا تجاه بيسيرو، حيث لم يتخذ قرار نهائي بشأن رحيله، مع الاتفاق على تقييم شامل لأداء الفريق عقب مباراة سيراميكا. وفي حال عدم تحقيق الفوز، قد تكون الإقالة قريبة.
وفي المقابل، يلقى بيسيرو دعمًا جزئيًا من بعض أعضاء المجلس، الذين يرون أن التغيير الفني المتكرر أضر بالاستقرار الفني للفريق، وأن استمرار بيسيرو حتى نهاية الموسم قد يكون أكثر فائدة.
على مواقع التواصل الاجتماعي، انقسم جمهور الزمالك بين مؤيد لاستمرار بيسيرو لمنحه الفرصة الكاملة، ومعارض يطالب برحيله الفوري.
ويؤكد الفريق الأول أن المشكلة ليست في المدرب وحده، بل في غياب الانضباط وتكرار الإصابات وسوء التخطيط، بينما يرى الفريق الآخر أن المدرب لم ينجح في إقناع الجماهير بخططه أو إدارته للمباريات.
في ظل هذه الأجواء المتوترة، تظل الساعات المقبلة حاسمة لمصير جوزيه بيسيرو مع نادي الزمالك؛ فإما أن تكون مباراة سيراميكا نقطة تحول تعيد الفريق للمسار الصحيح، أو بداية نهاية مشروع لم يكتمل؛ وفي كل الأحوال، فإن العيون كلها ستتجه صوب ملعب المباراة، بانتظار رد عملي من اللاعبين والمدرب على أرض الملعب.