شهد طريق العين السخنة صباح اليوم حادث انقلاب مأساوي لأتوبيس سياحي كان يقل مجموعة من المواطنين المصريين والسياح الأجانب أثناء عودتهم من رحلة ترفيهية، حيث وقع الحادث عند الكيلو ٥٥ بعد اختلال عجلة القيادة في يد السائق بسبب انفجار مفاجئ في أحد الإطارات الأمامية، ما أدى إلى انقلاب الأتوبيس على جانب الطريق، وفور وقوع الحادث، هرعت سيارات الإسعاف وقوات الشرطة إلى موقع الحادث، وتم نقل المصابين إلى مستشفيات السويس والقاهرة لتلقي الإسعافات اللازمة، بينما تم تأمين موقع الحادث وفتح الطريق بعد إغلاقه جزئيًا لمدة ساعة تقريبًا
حالة المصابين وتحقيقات أولية من النيابة العامة
أوضحت وزارة الصحة أن عدد المصابين بلغ ٢٧ شخصًا، بينهم ٤ في حالة حرجة و١٠ حالات متوسطة و١٣ آخرين إصاباتهم طفيفة، وقد تم نقل الحالات الخطيرة إلى مستشفى السويس العام ووضعهم تحت الملاحظة الدقيقة، بينما بدأت النيابة العامة في التحقيق بالحادث واستدعت السائق وفنيي الصيانة التابعين لشركة السياحة للاستماع لأقوالهم، كما تم التحفظ على سجلات الصيانة الخاصة بالأتوبيس وكاميرات الطريق لمراجعة لحظة وقوع الحادث، وأكدت التحقيقات الأولية أن السرعة لم تكن السبب الأساسي وإنما خلل فني مفاجئ
غضب على السوشيال ميديا ومطالبات بالمحاسبة
أثار الحادث موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تصدرت هاشتاجات #حادث_السخنة و#السياحة_في_خطر قوائم التريند، وانتقد المستخدمون ما وصفوه بالإهمال المتكرر من قبل بعض شركات النقل السياحي، مطالبين بإجراء فحوصات دورية دقيقة على الأتوبيسات، وتغليظ العقوبات على أي شركة يثبت تقصيرها في صيانة مركباتها، كما دعا آخرون إلى فرض رقابة صارمة على السائقين، والتأكد من كفاءتهم وسلامتهم النفسية قبل توليهم مسؤولية حياة الركاب
تحرك رسمي من وزارة السياحة والنقل
أعلنت وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة النقل عن تشكيل لجنة طارئة لمراجعة تراخيص الشركة المالكة للأتوبيس، وتقييم مستوى التزامها بمعايير السلامة والأمن، كما تم إصدار تعليمات فورية بإجراء فحص شامل لكل مركبات النقل السياحي العاملة في خطوط العين السخنة والغردقة وشرم الشيخ، وشددت الوزارتان على ضرورة تفعيل أنظمة تتبع ذكية على كل الأتوبيسات السياحية لمراقبة السرعة والحالة الفنية في الوقت الفعلي، فيما أكد المتحدث باسم وزارة النقل أن هناك مشروع قانون جديد سيُعرض على البرلمان قريبًا لتنظيم النقل السياحي وتغليظ عقوبات الإهمال الجسيم
شهادات من شهود العيان وتفاصيل ما قبل الحادث
روى عدد من الركاب الذين نجوا من الحادث تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل انقلاب الأتوبيس، حيث قال أحدهم إن السائق حاول السيطرة على المركبة فور حدوث الانفجار، وصرخ يطلب من الركاب التماسك وعدم التحرك، لكن السرعة والمسافة القصيرة لم تمكّنه من التوقف الآمن، وأشار آخر إلى أن الأتوبيس لم يكن مزودًا بحزام أمان لكل الركاب، وهو ما أدى إلى تطاير بعضهم عند انقلاب المركبة، وأضاف أن الرحلة بدأت في وقت متأخر من الليل وأن السائق بدا عليه الإرهاق الشديد، ما يطرح تساؤلات حول جدولة الرحلات ومدى التزام الشركات بقواعد الراحة للسائقين.