شهدت إحدى المدارس الإعدادية في حي بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة انتشار حالة من الفوضى والارتباك صباح اليوم بعد ظهور أعراض تسمم غذائي على أكثر من ٣٠ طالبًا عقب تناولهم وجبات مدرسية تم توزيعها أثناء الفسحة، وبدأت الواقعة عندما اشتكى عدد من الطلاب من آلام شديدة في البطن وغثيان ودوخة، وسرعان ما سقط بعضهم مغشيًا عليه وسط فناء المدرسة، الأمر الذي دفع إدارة المدرسة إلى استدعاء سيارات الإسعاف فورًا، وجرى نقل المصابين إلى مستشفيات الهرم وأم المصريين لتلقي العلاج اللازم.
تحركات صحية وتحاليل للوجبات المدرسية
أعلنت وزارة الصحة أنها أرسلت لجنة عاجلة من إدارة الطب الوقائي لفحص الوجبات التي تم تقديمها داخل المدرسة، وتم أخذ عينات من العصير والمخبوزات والبسكويت لتحليلها في المعامل المركزية، كما تم انتشار وتوجيه فرق طبية إلى المستشفيات التي استقبلت الحالات لمتابعة الوضع الصحي والتأكد من استقرارهم، وأكد مصدر داخل الوزارة أن جميع الحالات تخضع للعلاج المناسب وأن الأعراض تشير إلى تسمم غذائي حاد نتيجة تناول مادة ملوثة أو منتهية الصلاحية، في حين تم وضع بعض الحالات تحت الملاحظة الطبية لمدة ٢٤ ساعة.
اتهامات بالفساد وتقصير من الموردين
وجه عدد من أولياء الأمور اتهامات مباشرة إلى الموردين المسؤولين عن توريد الوجبات المدرسية، خاصة بعد اكتشاف أن تاريخ الإنتاج الموجود على عبوات العصير يسبق الواقعة بعدة أيام فقط رغم رائحة التخمّر الواضحة، كما اتهم البعض مسؤولي الإدارة التعليمية بالتقصير في الرقابة الدورية على مخازن الأغذية، وطالبوا بفتح تحقيق شامل يشمل العقود المبرمة مع شركات التغذية، وأكد بعض المعلمين أن المدرسة لم تكن المرة الأولى التي تُوزع فيها وجبات بجودة مشكوك فيها ولكن لم يكن هناك تدخل رسمي.
رد وزارة التعليم وتحقيقات موسعة
أصدرت وزارة التربية والتعليم بيانًا عاجلًا أعلنت فيه إيقاف توزيع الوجبات المدرسية مؤقتًا في محافظة الجيزة لحين انتهاء التحقيقات، كما تم تشكيل لجنة وزارية مشتركة مع وزارة الصحة لمراجعة منظومة التغذية المدرسية في جميع المحافظات، وأكد البيان أن الوزارة لن تتهاون في محاسبة أي مسؤول يثبت تورطه في الإهمال أو الفساد، مشيرًا إلى أنه سيتم اتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد الشركة الموردة حال ثبوت مسؤوليتها عن الحادث، بينما وجه الوزير بإرسال وفد لمتابعة الحالة الصحية للطلاب المصابين ميدانيًا.
تفاعل الشارع المصري ومطالب بالإصلاح
أثارت الواقعة حالة من الغضب العارم على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تصدر وسم #تسمم_طلاب_الجيزة قائمة الترند في تويتر وفيسبوك، وانتشرت صور للطلاب داخل المستشفيات وهم يتلقون العلاج وسط تعليقات غاضبة من المواطنين، وطالب المغردون بوقف توزيع الوجبات نهائيًا أو استبدالها ببدائل نقدية، كما طالب آخرون بضرورة إنشاء هيئة مستقلة لمراقبة سلامة الأغذية في المدارس الحكومية، وأكدوا أن حياة الطلاب ليست مجالًا للتجارب أو التربح غير المشروع، وأن ما حدث جريمة لا يجب السكوت عنها بأي حال.