رحل عن عالمنا، مساء اليوم، الفنان القدير نعيم عيسى، أحد أبرز نجوم الكوميديا المصرية، بعد صراع مؤلم مع المرض، وداعاً تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ممتدًا عبر المسرح والسينما والتليفزيون.
وقد أعلن الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، أن صلاة الجنازة ستقام غدًا عقب صلاة الظهر من مسجد المنارة بمحافظة الإسكندرية، مسقط رأس الفنان الراحل.
وداعاً الفنان نعيم عيسى، المولود في يناير عام 1937، كان أحد وجوه الزمن الجميل، الذي قدم البهجة والبسمة للجمهور عبر أعماله الفنية التي حفرت مكانة خاصة في ذاكرة المشاهد المصري والعربي.
بدأ مشواره الفني من خلال فرقة الإسكندرية المسرحية، ثم التحق بفرقة الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي، ليشق طريقه في عالم الفن بخطوات ثابتة ملأتها الموهبة والتميز.
شارك نعيم عيسى في عدد كبير من المسرحيات التي لاقت نجاحًا جماهيريًا واسعًا، منها "الواد سيد الشغال" مع الزعيم عادل إمام، و"ريا وسكينة" مع النجمتين شادية وسهير البابلي، إلى جانب أعمال أخرى شهيرة مثل "الزمبليطة في الصالون" و"ناس كده وكده"، والتي أثبت فيها خفة ظله وقدرته على أداء الأدوار الكوميدية ببراعة لا تنسى.
كما امتد حضوره إلى السينما والتليفزيون، حيث شارك في أعمال بارزة مثل "المتسول"، و"مين فينا الحرامي"، و"الباشا تلميذ"، وكان دائمًا ما يضفي حضورًا خاصًا حتى في الأدوار الثانوية، لما يتمتع به من كاريزما وتلقائية ميزته عن غيره.
في أيامه الأخيرة، عانى الفنان الكبير من أزمة صحية حادة، حيث أصيب بالتهاب رئوي شديد استدعى نقله إلى أحد المستشفيات ودخوله إلى قسم العناية المركزة.
وقد كشفت ابنته سوزي، في تصريحات سابقة لموقع "اليوم السابع"، عن تفاصيل حالته الصحية، مشيرة إلى أنه تم وضعه على جهاز التنفس الصناعي نظرًا لصعوبة التنفس الطبيعي.
وأضافت أن الأطباء اضطروا لإجراء شق حنجري لوالدها لتسهيل عملية التنفس، مما أثر سلبًا على صوته وأفقده القدرة على الكلام بوضوح.
ورغم أن حالته كانت مستقرة نسبيًا، إلا أن تقدمه في السن ووجوده على أجهزة دعم الحياة زادا من صعوبة وضعه الصحي.
قالت سوزي إن والدها حاول التواصل معهم قبل وفاته، لكنه لم يكن قادرًا على إيصال كلماته بسبب ضعف صوته، مما زاد من حزنهم وألمهم.
وأشارت إلى أن الأطباء كانوا يأملون في تحسن حالته واستعادة بعض القدرة على الكلام باستخدام جهاز خاص، إلا أن قضاء الله كان أسرع.
رحيل نعيم عيسى يعد خسارة فنية كبيرة، ليس فقط لما قدمه من أعمال خالدة، بل لما عرف به من طيبة القلب وروح الدعابة التي رافقته حتى أيامه الأخيرة.
وقد نعاه جمهور واسع من محبي الفن في مصر والعالم العربي، مستذكرين ضحكاته التي كانت ترسم البهجة في كل بيت.
رحم الله الفنان نعيم عيسى، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما قدمه من فنٍ هادف وابتسامات خالصة في ميزان حسناته.