أعلنت شركة "مايكروسوفت" عن قرارها النهائي بإغلاق خدمة "سكايب" بعد 22 عامًا من إطلاقها، مما يضع حدًا لتاريخ طويل من التواصل عبر الإنترنت. في خطوة مفاجئة لمستخدمي الخدمة حول العالم، قررت "مايكروسوفت" إيقاف تطبيق "سكايب" في 5 مايو 2025، بعد أن كانت قد أعلنت عن خططها لإيقافه في فبراير 2025، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الاتصال الرقمي.
ما هو "سكايب" ولماذا كان مهمًا؟
تأسست "سكايب" عام 2003 كواحدة من أولى منصات الاتصال عبر الإنترنت، وحققت نجاحًا فوريًا بفضل مكالماتها الصوتية والمرئية المجانية باستخدام تقنية VoIP. بسرعة، أصبح التطبيق الأداة الرئيسية للتواصل بين الأفراد والشركات على حد سواء، حيث تجاوز عدد مستخدميه 600 مليون شخص. بفضل هذه الشعبية، استحوذت شركة eBay عليه في عام 2005، ثم اشترته "مايكروسوفت" في عام 2011 مقابل 8.5 مليار دولار.
لكن مع مرور الوقت وتزايد المنافسة من تطبيقات جديدة، بدأت "سكايب" تواجه تراجعًا في عدد مستخدميها، في الوقت الذي برز فيه "مايكروسوفت تيمز" كبديل أكثر تطورًا وملاءمة لاحتياجات العصر الرقمي.
"مايكروسوفت تيمز" يكتسح الساحة
في إطار استراتيجية التحول الرقمي التي تبنتها "مايكروسوفت"، أظهرت الشركة تركيزًا متزايدًا على تعزيز تطبيق "مايكروسوفت تيمز" كحل رئيسي في مجال الاتصال الرقمي. منذ إطلاقه في مارس 2017، أثبت "تيمز" أنه ليس مجرد أداة للاجتماعات عبر الفيديو، بل منصة شاملة للعمل الجماعي والتعاون عبر الإنترنت.
من أبرز مزايا "مايكروسوفت تيمز" هي القدرة على استضافة الاجتماعات الافتراضية، التكامل مع تقويمات الأعمال، وإدارة فرق العمل والمجتمعات الرقمية، ما جعله الخيار المفضل للملايين من الشركات حول العالم. كما شهد "تيمز" نموًا كبيرًا خلال العامين الماضيين، حيث تضاعف عدد الدقائق المستخدمة عبر المنصة أربع مرات، مما يعكس مدى الاعتماد الكبير عليها في بيئات العمل الحديثة.
قرار "مايكروسوفت" بإغلاق "سكايب"
في فبراير 2025، أعلنت "مايكروسوفت" رسميًا عن قرارها بإغلاق "سكايب" في 5 مايو 2025، وهي خطوة تواكب تطور استراتيجية الشركة في تعزيز خدماتها الرقمية عبر "مايكروسوفت تيمز". وقد دعت الشركة المستخدمين إلى حفظ سجلات محادثاتهم قبل إغلاق الخدمة، في وقت تتجه فيه الشركات إلى حلول متكاملة للعمل عن بُعد.
هذا القرار يُعتبر علامة فارقة في تاريخ "مايكروسوفت" وفي مجال الاتصال الرقمي عمومًا، حيث يُنهي حقبة طويلة من استخدام "سكايب" كأداة رئيسية للتواصل عبر الإنترنت.
نهاية حقبة وظهور حلول جديدة من مايكروسوفت
بإغلاق "سكايب"، تضع "مايكروسوفت" نهاية لحقبة من تاريخ الاتصال الرقمي الذي بدأ مع إطلاق الخدمة في عام 2003. ومع تزايد اعتماد "مايكروسوفت تيمز" في بيئات العمل والمؤسسات التعليمية، يُمكن القول إن العالم الرقمي قد شهد تحولًا جذريًا من استخدام منصات فردية إلى حلول أكثر تكاملًا وتعقيدًا. تفتح هذه الخطوة آفاقًا جديدة لمستقبل التعاون الرقمي، وتسلط الضوء على أهمية الابتكار المستمر في تلبية احتياجات العصر.