في شوارع المدن العربية، على الجدران القديمة، وفي الزوايا المنسية، تتفتح لوحات ناطقة بالألوان والكلمات. يُعرف هذا الشكل من التعبير باسم الغرافيتي العربي: فن أم احتجاج؟ سؤالٌ يتردد كلما ظهرت رسمة أو شعار على جدار، ليفتح الباب أمام نقاش ثقافي وسياسي عميق. فهل هو فن حر يحمل رسالة جمالية؟ أم صرخة احتجاج تعبّر عن واقع اجتماعي مختل؟

تعريف الغرافيتي: الفن القادم من الشارع

الغرافيتي هو فن بصري يُرسم على الجدران باستخدام البخاخات والألوان، ويُعرف بتقنياته السريعة ورسائله القوية.

  • نشأ في الأحياء الشعبية ويعبّر عن نبض الناس.

  • لا يحتاج إلى صالة عرض أو جمهور خاص.

  • يُستخدم لنقل رسائل سياسية أو اجتماعية.

  • غالبًا ما يُنتج تحت جنح الظلام لتفادي الملاحقة.

  • يُعد وسيلة تواصل مباشرة بين الفنان والمجتمع.

الغرافيتي في الوطن العربي: متى بدأ؟

رغم أن الغرافيتي ظاهرة عالمية، فإن له حضورًا خاصًا في الدول العربية، خصوصًا بعد عام 2011.

  • بدأ بالانتشار بقوة خلال الثورات والاحتجاجات الشعبية.

  • استخدمه الفنانون العرب للتعبير عن المطالب الشعبية.

  • ظهرت رسومات في مصر، تونس، سوريا، واليمن تحمل رموزًا وطنية وثورية.

  • تراوحت الأعمال بين رسائل أمل، نقد سياسي، وتوثيق للحظات.

  • صار الغرافيتي شاهدًا حيًا على تحوّلات تاريخية.

هل هو فن؟ جمالية الألوان والمعاني

كثيرون يرون في الغرافيتي شكلاً من أشكال الفن الحديث، رغم خروجه عن القواعد التقليدية.

  • يمتاز باستخدام الألوان الجريئة والخطوط الحرة.

  • يحمل رسالة بصرية مباشرة وسريعة التأثير.

  • يتداخل مع فنون التصميم والخط العربي.

  • يعكس إبداعًا شخصيًا وجرأة في التعبير.

  • يُعتبر مرآةً ثقافية لواقع المجتمع.

أم احتجاج؟ السياسة على الجدران

من جهة أخرى، لا يمكن إنكار البُعد الاحتجاجي في الغرافيتي، خاصة في المجتمعات التي تُقيّد حرية التعبير.

  • يستخدم للتعبير عن الغضب الشعبي أو السخرية السياسية.

  • يسلّط الضوء على الظلم، الفساد، والانتهاكات.

  • يُحوّل الجدران إلى منابر إعلامية مفتوحة.

  • يربك السلطات لأنه يصعب ضبطه أو منعه.

  • يُكسر حاجز الخوف ويدعو للتفكير والمواجهة.

الفن والاحتجاج: هل يمكن الجمع؟

الغرافيتي العربي يُثبت أن الفن والاحتجاج ليسا ضدين، بل قد يجتمعان في عمل واحد قوي ومؤثر.

  • يجمع بين جمال الصورة ووضوح الرسالة.

  • يُحرّك المشاعر ويثير الأسئلة.

  • يُشكّل وسيلة فنية للتمرد على الواقع.

  • يمنح صوتًا لمن لا صوت له.

  • يتطوّر باستمرار مع تغير الظروف السياسية والاجتماعية.

بين جمالية الألوان وقوة الرسائل، يبقى الغرافيتي العربي: فن أم احتجاج؟ سؤالًا مفتوحًا تتعدد إجاباته بتعدد الخلفيات والقراءات. لكنه في النهاية يبقى تعبيرًا صادقًا ينبض من الشارع، ويخاطب الوجدان والعقل في آنٍ معًا. هو فنٌ من نوع آخر... فنٌ لا يحتاج إطارًا، بل يكفيه جدار.