الرسم هو وسيلة تعبير قوية تعكس رؤية الفنان للعالم من حوله، ومن بين أبرز المدارس الفنية التي أثرت في هذا المجال: الواقعية والانطباعية. ولكل منهما أسلوبه الفريد في التعبير عن الواقع والطبيعة والمشاعر. دعونا نستعرض الفرق بين المدرستين بطريقة مبسطة وسلسة.

ما هي المدرسة الواقعية؟

الواقعية هي مدرسة فنية ظهرت منذ قرنين، تحديدا في القرن التاسع عشر وذلك كرد فعل على الخيال المبالغ فيه في الرومانسية في هذا العصر، وتهدف تلك المدرسة إلى تصوير الواقع كما هو، وذلك دون تجميل أو مبالغة، وتتميز بما  يلي:

  • تركز على التفاصيل الدقيقة.

  • تستخدم ألوانًا مطابقة للطبيعة.

  • تُظهر الحياة اليومية والناس العاديين.

  • تهتم بالإضاءة والظل لإبراز الملامح بوضوح.

  • تعتمد على الرسم داخل المرسم وبتأنٍ شديد.

مثال: رسم عامل في حقل أو امرأة تطهو في مطبخها، كما يراها الفنان تمامًا في الواقع.

ما هي المدرسة الانطباعية؟

الانطباعية ظهرت لاحقًا في فرنسا خلال القرن التاسع عشر، وتهدف إلى التقاط الانطباع اللحظي للضوء واللون والحركة، وتتميز بما يلي:

  • لا تركز كثيرًا على التفاصيل الدقيقة.

  • تعتمد على ضربات فرشاة سريعة وواضحة.

  • تستخدم ألوانًا زاهية ومشرقة مثل اللون الأحمر والأصفر.

  • تهتم بتأثير الضوء في لحظة معينة من اليوم.

  • غالبًا ما تُرسم المشاهد في الهواء الطلق.

مثال: مشهد لغروب الشمس على البحر، يظهر فيه تفاعل الألوان والضوء بدلاً من دقة الأمواج أو تفاصيل القارب.

الفرق الأساسي بين الواقعية والانطباعية

  • الواقعية تنقل الواقع كما هو، بينما الانطباعية تنقل إحساس الفنان باللحظة.

  • الواقعية دقيقة ومنظمة، والانطباعية حرة وعاطفية.

  • الواقعية تميل إلى استخدام ألوان طبيعية، أما الانطباعية فتجرب ألوانًا غير تقليدية لتعبر عن الضوء والجو العام.

لماذا يفضل البعض الانطباعية وآخرون الواقعية؟

من يحب الدقة والتفاصيل قد ينجذب للواقعية، بينما من يحب الفن الذي يعبر عن المشاعر والانطباعات اللحظية يميل للانطباعية. الأمر يشبه الفرق بين مشاهدة صورة فوتوغرافية دقيقة، أو لوحة لرسام يرسم ما يشعر به في لحظة معينة.
وفي نهاية هذا المقال، والواقعية والانطباعية مدرستان مختلفتان، لكن كل منهما أضافت للعالم الفني بعدًا جماليًا فريدًا. الواقعية تمثل العالم بعيني الحقيقة، والانطباعية تترجمه بمشاعر الفنان. وكل واحدة تحمل في طياتها سحرًا خاصًا يستحق التأمل.