أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية صباح يوم الإثنين حالة الطوارئ في عدد من مناطق البلاد، وذلك عقب انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي ضرب معظم أنحاء شبه الجزيرة الإيبيرية، مما تسبب في حالة من الشلل شبه الكامل في المرافق العامة والخاصة. وأكدت الوزارة في بيان رسمي أن حالة الطوارئ سيتم تطبيقها فقط في المناطق التي تتطلب ذلك حسب تطورات الوضع.
مدن إسبانية تطلب تدخل الحكومة المركزية
في ظل حالة الانقطاع، طلبت كل من مدريد وإقليم الأندلس وإكستريمادورا من الحكومة المركزية تولي مسؤولية النظام العام بشكل مباشر، في خطوة تهدف إلى إعادة السيطرة على الوضع المتدهور وضمان حماية المواطنين والممتلكات. ويأتي هذا التطور وسط تحذيرات أمنية من احتمال تفاقم الاضطرابات الاجتماعية إذا لم تتم السيطرة على الموقف سريعًا.
هلع جماعي وموجة شراء غير مسبوقة
شهدت المدن الإسبانية والبرتغالية موجة من الهلع الجماعي، حيث اندفع السكان إلى المتاجر الكبرى لشراء كل ما يمكن تخزينه من مواد غذائية ومستلزمات أساسية. وامتلأت الرفوف خلال ساعات، فيما تشكلت طوابير طويلة أمام البنوك، حيث سعى الناس إلى سحب النقود وسط حالة من القلق الشديد من استمرار الأزمة لعدة أيام. وأفادت تقارير إعلامية بأن بعض المتاجر اضطرت إلى إغلاق أبوابها مبكرًا بسبب نفاد المخزون.
تأثيرات كارثية على حركة الطيران والنقل
لم تسلم المطارات الإسبانية والبرتغالية من تداعيات الانقطاع، حيث تم تسجيل تأخيرات في الرحلات الجوية، كما تم إلغاء عدد كبير منها بسبب تعطل أنظمة الملاحة والحجز. وأصدرت شركة الطيران الوطنية في البرتغال "تاب إير" بيانًا عاجلًا حذرت فيه المسافرين من محاولة السفر عبر خطوطها حتى إشعار آخر، داعيةً إلى متابعة المستجدات عبر القنوات الرسمية.
السلطات تدعو للهدوء وتعد بخطة طوارئ
ومع تصاعد الفوضى، ناشد عمدة مدينة مدريد السكان بالبقاء في منازلهم وتجنب التنقل غير الضروري، بينما طالب رئيس الحكومة الإقليمية للعاصمة رئيس الوزراء الإسباني بتفعيل خطة طوارئ وطنية تشمل نشر القوات العسكرية لحفظ الأمن وضمان استقرار الخدمات الحيوية.
يأتي هذا التطور في وقت حساس تعاني فيه أوروبا من توترات اقتصادية وأمنية متزايدة، مما يجعل سرعة الاستجابة والتنسيق بين الأجهزة الحكومية أمرًا بالغ الأهمية لتفادي تفاقم الأزمة.