يشهد المتحف المصري الكبير إطلاق فعاليات البرنامج التدريبي المتخصص في علاج وصيانة المقتنيات الأثرية، وهو برنامج طموح يهدف إلى تطوير مهارات المتخصصين في هذا المجال الحيوي. يشارك في هذا البرنامج المرموق 60 متدربًا من الخبراء والمتخصصين في مجالات الآثار والمتاحف من المملكة العربية السعودية، مما يعكس الاهتمام الإقليمي المتزايد بصون التراث الثقافي والحضاري. يتميز البرنامج التدريبي بمنهجية متكاملة تجمع بين الشقين النظري والعملي، مما يتيح للمتدربين فرصة اكتساب المعرفة العلمية المتعمقة وتطبيقها على أرض الواقع من خلال ورش عمل وتدريبات عملية مكثفة. يعتمد البرنامج على استخدام أحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية في مجال الحفظ والصيانة، بما في ذلك تطبيقات عملية على مستنسخات أثرية، مما يضمن اكتساب المتدربين الخبرة العملية اللازمة للتعامل مع مختلف أنواع المقتنيات الأثرية وظروف حفظها.

منهجية التدريب المتكاملة وأهداف البرنامج

يتجاوز البرنامج التدريبي مجرد نقل المعرفة والمهارات التقنية، فهو يهدف أيضًا إلى بناء منصة حيوية لتبادل الخبرات والأفكار المبتكرة بين المتخصصين في مجال صون التراث الثقافي. يشجع البرنامج على الاحتفاء بالثقافة والتراث، وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ عليه للأجيال القادمة. يساهم هذا البرنامج بشكل فعال في تعزيز القدرات البشرية العاملة في مجال صون التراث الثقافي، ودعم التعاون الدولي والإقليمي في علوم الترميم والمتاحف وفق أحدث المعايير العالمية. من خلال توفير بيئة تعليمية محفزة، يهدف البرنامج إلى تمكين المتدربين من أن يصبحوا قادة في مجالهم، قادرين على المساهمة الفعالة في حماية التراث الثقافي والإنساني.

مركز ترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير: مركز رائد للتدريب والبحث

يُعد هذا البرنامج التدريبي امتدادًا لسلسلة من المبادرات التدريبية التي ينظمها مركز ترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير، مما يؤكد دوره كمؤسسة علمية رائدة تجمع بين التميز البحثي والتطبيقي، والريادة في إعداد وتأهيل الكوادر المتخصصة في علوم المتاحف والترميم. يحرص المركز على تقديم برامج تدريبية عالية الجودة تلبي احتياجات سوق العمل وتواكب أحدث التطورات في مجال صون التراث الثقافي. من خلال التعاون مع خبراء دوليين ومؤسسات علمية مرموقة، يسعى المركز إلى أن يكون مركزًا إقليميًا ودوليًا للتميز في مجال الترميم وعلوم المتاحف.

التزام المتحف المصري الكبير بدعم الكوادر البشرية

أوضح الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، أن هذا البرنامج يعكس التزام المتحف برسالتة العلمية والتعليمية، ويعزز من دوره كمركز إقليمي ودولي لنقل المعرفة والخبرة في مجال الترميم وعلوم المتاحف. وأكد على أن الاستثمار في الكوادر البشرية هو الطريق الأمثل للحفاظ على التراث الثقافي الإنساني، وصون كنوزه للأجيال القادمة. يولي المتحف المصري الكبير أهمية قصوى لتطوير مهارات العاملين في مجال صون التراث الثقافي، وذلك من خلال توفير فرص التدريب والتطوير المستمر، وتشجيعهم على المشاركة في المؤتمرات والندوات العلمية الدولية.

محتوى علمي متميز وخبرات أكاديمية وتطبيقية

أكد الدكتور حسين كمال، مدير عام مركز الترميم بالمتحف، على أن محتوى البرنامج العلمي صُمم بعناية ليحقق أقصى استفادة للمتدربين، من خلال نخبة من خبراء هيئة المتحف المصري الكبير الذين يجمعون بين الخبرات الأكاديمية والتطبيقات العملية، بما يرسخ مكانة المركز كمنارة علمية ومعرفية على المستويين الإقليمي والدولي. يحرص المركز على تقديم محتوى علمي متميز يواكب أحدث التطورات في مجال الترميم وعلوم المتاحف، وذلك من خلال الاستعانة بأحدث المراجع العلمية والتقنيات الحديثة. كما يولي المركز أهمية قصوى للتطبيقات العملية، حيث يتم تزويد المتدربين بفرص التدريب العملي على مختلف أنواع المقتنيات الأثرية، مما يضمن اكتسابهم الخبرة اللازمة للتعامل مع التحديات المختلفة التي تواجههم في مجال عملهم.