اقتراب نهاية شهر أغسطس، يترقب الكثيرون بداية فصل الخريف، الفصل الذي يتميز بأجوائه المعتدلة وألوان الطبيعة الخلابة. وفقًا لما ورد، لم يتبق سوى أقل من شهر على انتهاء فصل الصيف وبداية فصل الخريف لعام 2025. الصيف، الذي بدأ يوم السبت 21 يونيو، سيستمر لمدة 92 يومًا و39 ساعة و37 دقيقة، حاملاً معه ذكريات الأيام المشمسة والرحلات الممتعة. بينما نستعد لاستقبال الخريف، دعونا نلقي نظرة على التفاصيل المتعلقة بموعد بدايته وبعض الظواهر الفلكية المرتبطة به. فترة الانتقال من الصيف إلى الخريف تعتبر من الفترات المميزة التي تشهد تغييرات ملحوظة في درجات الحرارة وأنماط الطقس، مما يجعلها محطة مهمة في دورة الفصول السنوية. ينتظر الكثيرون هذا الفصل بفارغ الصبر للاستمتاع بأجوائه اللطيفة وممارسة الأنشطة الخارجية المريحة التي لا يمكن ممارستها في حرارة الصيف الشديدة. كما أن التغيرات اللونية في أوراق الأشجار تضفي جمالاً خاصاً على المناظر الطبيعية، مما يجعل الخريف فصلًا ملهمًا للفنانين والمصورين.
وفقًا للحسابات الفلكية، يبدأ فصل الخريف يوم الاثنين 22 سبتمبر ويستمر لمدة 89 يومًا و20 ساعة و44 دقيقة. بعد ذلك، يحل فصل الشتاء يوم الأحد 21 ديسمبر ويستمر لمدة 88 يومًا و23 ساعة و41 دقيقة. هذه التواريخ تعتمد على حركة الشمس الظاهرية في السماء وتغير موقع الأرض في مدارها حول الشمس. فصل الخريف يعتبر فترة انتقالية بين حرارة الصيف وبرودة الشتاء، حيث تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض تدريجيًا وتزداد فرص هطول الأمطار في بعض المناطق. كما أن طول النهار يبدأ في التناقص تدريجيًا، مما يؤدي إلى زيادة ساعات الليل. هذه التغيرات تؤثر على العديد من جوانب الحياة، بما في ذلك الزراعة والسياحة والأنشطة الترفيهية. يستغل الكثيرون هذه الفترة للاستمتاع بالأنشطة الخارجية مثل المشي لمسافات طويلة والتخييم وركوب الدراجات، حيث تكون الظروف الجوية أكثر اعتدالًا ومناسبة لهذه الأنشطة.
يحدث الانقلاب الصيفي عندما تصل الشمس ظاهريًا إلى أقصى نقطة شمال السماء بالتزامن مع وصول الكرة الأرضية إلى نقطة في مدارها حيث يكون القطب الشمالي عند أقصى ميل له (حوالي 23.5 درجة) نحو الشمس. ينتج عن ذلك أطول نهار وأقصر ليل في السنة التقويمية، حيث يتلقى النصف الشمالي من كوكبنا ضوء الشمس في أقصى زاوية مباشرة في العام. في هذا الوقت، يكون طول النهار أكثر من 12 ساعة شمال خط الاستواء، بينما يحدث العكس في النصف الجنوبي من الأرض جنوب خط الاستواء، حيث يكون النهار أقصر من 12 ساعة. هذه الظاهرة الفلكية تعتبر من الأحداث الهامة التي تحدد بداية فصل الصيف وتؤثر على توزيع الطاقة الشمسية على سطح الأرض. كما أنها تؤثر على العديد من العمليات البيولوجية، مثل نمو النباتات وهجرة الحيوانات. فهم هذه الظواهر الفلكية يساعدنا على فهم أفضل لدورة الفصول وتأثيرها على البيئة والحياة البشرية.
وقت الانقلاب الصيفي لا يحدث في نفس التاريخ كل عام، فهو يعتمد على وقت وصول الشمس إلى أقصى نقطة نحو الشمال من خط الاستواء السماوي، والذي يتراوح في النصف الشمالي من الكرة الأرضية من 20 إلى 22 يونيو. يرجع هذا الاختلاف إلى عدة عوامل، بما في ذلك الاختلاف بين نظام التقويم، الذي عادةً ما يكون 365 يومًا، والسنة المدارية (المدة التي تستغرقها الأرض للدوران حول الشمس مرة واحدة)، والتي تبلغ حوالي 365.242199 يومًا. للتعويض عن جزء الأيام المفقود، يضيف التقويم يومًا كبيسًا تقريبًا كل 4 سنوات، مما يجعل تاريخ الصيف يقفز للخلف. ومع ذلك، يتغير التاريخ أيضًا بسبب تأثيرات أخرى، مثل سحب الجاذبية من القمر والكواكب، وكذلك التذبذب الطفيف في دوران الأرض. هذه العوامل تجعل تحديد موعد الانقلاب الصيفي بدقة أمرًا معقدًا ويتطلب حسابات فلكية دقيقة. ومع ذلك، فإن فهم هذه العوامل يساعدنا على تقدير التغيرات الطفيفة التي تحدث في دورة الفصول وتأثيرها على المناخ والبيئة.
بينما ننتظر قدوم الخريف، يمكننا الاستعداد للاستمتاع بأجوائه المعتدلة وألوانه الخلابة. سواء كنت تخطط للقيام برحلات في الطبيعة أو الاستمتاع بأمسيات دافئة بجانب المدفأة، فإن الخريف يوفر فرصًا عديدة للاسترخاء والاستمتاع بالحياة. كما يمكننا استغلال هذه الفترة للتركيز على الأنشطة الداخلية مثل القراءة ومشاهدة الأفلام وقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الخريف وقتًا مناسبًا للبدء في مشاريع جديدة أو تطوير مهاراتك الشخصية. سواء كنت ترغب في تعلم لغة جديدة أو ممارسة هواية جديدة، فإن الخريف يوفر لك الوقت والفرصة لتحقيق أهدافك. فلنستعد إذًا لاستقبال الخريف بكل تفاؤل وحماس، ولنستمتع بكل لحظة فيه.