الإثنين، 25 أغسطس 2025، يطل علينا فجر جديد، ومعه فرصة عظيمة لنيل الأجر والثواب من خلال أذكار الصباح. هذه الأذكار ليست مجرد كلمات نرددها، بل هي وقود للروح، تمنحنا الطاقة الإيجابية والسكينة التي نحتاجها لمواجهة تحديات اليوم. إنها حبل يصلنا بالله تعالى، ويذكرنا بنعمته علينا، ويحمينا من شرور الدنيا. فلنجعل من هذا اليوم بداية لعهد جديد مع الله، نلتزم فيه بأذكار الصباح والمساء، ونحرص على تدبرها وفهم معانيها.

فضل أذكار الصباح

حث الشرع الشريف على الإكثار من الذكر في كل الأوقات، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41]. ومن بين أنواع الذكر المختلفة، تبرز أذكار طرفي النهار، أي الصباح والمساء، كأهم الوظائف الشرعية المطلوبة. ففي الصباح، نستقبل اليوم بذكر الله وشكره على نعمه، وفي المساء، نختم اليوم بالاستغفار والتوبة. هذه الأذكار تحصننا من الشرور، وتجلب لنا البركة والخير، وتزيد من إيماننا وتقوانا. لنحرص على عدم تفويت هذه الفرصة العظيمة، ولنجعلها جزءاً لا يتجزأ من روتيننا اليومي.

أمثلة من أذكار الصباح

من أشهر أذكار الصباح التي يستحب للمسلم أن يواظب عليها: قراءة آية الكرسي: "اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ..."، وقراءة المعوذات الثلاث (سورة الإخلاص، وسورة الفلق، وسورة الناس) ثلاث مرات. ثم نقول: "أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير...". وكذلك: "اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور". هذه الأذكار المباركة تحيطنا بهالة من النور، وتحمينا من كل سوء.

أدعية وأذكار متنوعة

بالإضافة إلى الأذكار السابقة، يمكن للمسلم أن يضيف إلى ورده الصباحي أدعية وأذكاراً أخرى، مثل: "اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك، وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن محمداً عبدك ورسولك" (أربع مرات). و: "اللهم عافني في بَدَني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت " ( ثلاث مرات ). وكذلك: "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم" (سبع مرات). هذه الأدعية تعزز إيماننا بالله، وتزيد من تعلقنا به، وتجلب لنا السعادة والرضا.

ختام الأذكار

لنختم أذكار الصباح بالاستغفار والتوبة، ولنسأل الله أن يتقبل منا أعمالنا، وأن يغفر لنا ذنوبنا، وأن يجعل هذا اليوم يوماً مباركاً، مليئاً بالخير والبركة. لنكثر من قول: "أستغفر الله وأتوب إليه" (مائة مرة ). ولنصلِ ونسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: "اللهم صل وسلم على نبينا محمد" (عشر مرات). فلنجعل من أذكار الصباح عادة يومية، نلتزم بها ونحافظ عليها، لننعم بفضلها وبركتها في الدنيا والآخرة. وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه.