أعلنت مستشفى العجمي النموذجي بالإسكندرية عن خروج 15 فتاة من المصابات في حادث غرق شاطئ أبو تلات المأساوي. جاء هذا الإعلان بعد تقديم الرعاية الطبية اللازمة للمصابات وملاحظة تحسن ملحوظ في حالتهن الصحية. الحادث، الذي وقع في وقت سابق، خلف صدمة وحزنًا عميقين في المجتمع المحلي وعلى مستوى البلاد، حيث أسفر عن وفيات وإصابات عديدة، معظمهم من فتيات قادمات من محافظة سوهاج. المستشفى، بقيادة الدكتور صلاح الحصاوي، بذلت جهودًا مضنية لتقديم أفضل رعاية ممكنة للمصابات، سواء كانت طبية أو نفسية، وهو ما ساهم بشكل كبير في تعافيهن السريع وخروجهن من المستشفى.
الأسر تتسلم بناتهن وتستعد للعودة إلى محافظة سوهاج. عبر أولياء الأمور عن امتنانهم العميق للطاقم الطبي والإداري في مستشفى العجمي النموذجي، مشيدين بالمستوى المتميز للرعاية الصحية والدعم النفسي الذي تلقته بناتهن. وأكدوا أن هذا الدعم كان له دور حاسم في تجاوز بناتهن لهذه المحنة الصعبة. هذا وقد استقبل المستشفى في أعقاب الحادث 15 حالة إصابة بالإضافة إلى 7 حالات وفاة، من بينهن 3 شباب، جميعهم من فتيات دار ضيافة جوية قادمات من محافظة سوهاج، وبلغ عددهن الإجمالي 28 فتاة.
التحقيقات جارية لكشف ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات. المستشار المحامي العام لنيابات الدخيلة الكلية بالإسكندرية كلف فريقًا من نيابة أول العامرية بالانتقال إلى موقع الحادث بشاطئ أبو تلات، وكذلك إلى مستشفيات العجمي العام والعامرية، لسماع أقوال المصابين والشهود، ومعاينة جثامين المتوفين. هذه التحقيقات تهدف إلى الوصول إلى الحقائق الكاملة وراء هذا الحادث المأساوي، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضمان عدم تكراره في المستقبل. من المتوقع أن تستغرق التحقيقات بعض الوقت نظرًا لتعقيداتها وتعدد الأطراف المعنية، ولكن السلطات أكدت أنها ستعمل بكل جدية لكشف الحقيقة وتقديم المسؤولين إلى العدالة.
تداعيات الحادث ألقت بظلالها على المجتمع السوهاجي. حالة من الحزن والأسى تخيم على محافظة سوهاج، مسقط رأس الفتيات الضحايا. الأهالي يعيشون حالة من الصدمة والفقد، ويطالبون بتوفير المزيد من إجراءات السلامة على الشواطئ لمنع تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية. الحادث أثار أيضًا نقاشًا عامًا حول ضرورة توعية الشباب بمخاطر السباحة في المناطق غير المخصصة، وأهمية الالتزام بتعليمات السلامة التي تصدرها الجهات المختصة. منظمات المجتمع المدني أطلقت حملات توعية تهدف إلى نشر الوعي حول هذه المخاطر، وتدريب الشباب على كيفية التعامل مع حالات الطوارئ في المياه.
مستقبلًا، من المتوقع أن تتخذ السلطات المحلية إجراءات أكثر صرامة لضمان سلامة رواد الشواطئ. هذه الإجراءات قد تشمل زيادة عدد فرق الإنقاذ، وتوفير المزيد من اللافتات التحذيرية، وتكثيف الدوريات الأمنية على الشواطئ. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يتم تنظيم دورات تدريبية للشباب لتعليمهم مهارات السباحة والإنقاذ، وتوعيتهم بمخاطر السباحة في المناطق غير الآمنة. الهدف من هذه الإجراءات هو خلق بيئة آمنة ومأمونة لجميع رواد الشواطئ، ومنع تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية في المستقبل.