خطبة الجمعة اليوم: "إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها".. موضوع بمساجد مصر

مقدمة عن أهمية الشجرة في الإسلام

تعتبر الشجرة في الإسلام رمزًا للخير والنماء والعطاء المستمر. فهي تظلل الناس وتثمر لهم، وتساهم في الحفاظ على البيئة. وقد ورد ذكر الأشجار في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في مواضع عديدة، مما يدل على أهميتها ومكانتها في الدين الإسلامي. ففي القرآن الكريم، نجد قصصًا عن أشجار مباركة مثل شجرة الزيتون وشجرة السدر، وفي السنة النبوية نجد أحاديث تحث على غرس الأشجار ورعايتها. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وهي مثل المسلم فحدثوني ما هي؟" يفتح باب التأمل والتدبر في معاني الشجرة ودلالاتها، ويدعونا إلى استخلاص العبر والدروس المستفادة من هذا المخلوق العظيم. الشجرة ليست مجرد كائن حي، بل هي آية من آيات الله في الكون، تدل على قدرته وعظمته، وتذكرنا بضرورة الحفاظ على البيئة والاهتمام بها.

تفسير الحديث النبوي الشريف

إن الحديث النبوي الشريف "إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وهي مثل المسلم فحدثوني ما هي؟" يحمل في طياته معاني عميقة ودلالات عظيمة. وقد فسر العلماء هذه الشجرة بأنها النخلة. والنخلة في الإسلام لها مكانة خاصة، فهي شجرة مباركة ذات فوائد جمة. فهي تعطي الثمر الحلو الذي يغذي الجسم، وتوفر الظل الذي يستظل به الناس، وتستخدم أوراقها وجذوعها في صناعة العديد من المنتجات. النخلة تشبه المسلم في ثباته واستقامته، وفي عطائه المستمر. فكما أن النخلة لا يسقط ورقها، كذلك المسلم الحق لا يتخلى عن دينه وقيمه وأخلاقه، بل يظل متمسكًا بها في كل الظروف والأحوال. وكما أن النخلة تثمر الثمر الطيب، كذلك المسلم الحق يثمر العمل الصالح الذي ينفع نفسه وينفع مجتمعه. فالنخلة تعلمنا الصبر والثبات والعطاء، وتذكرنا بضرورة أن نكون كالنخلة في حياتنا، ثابتين على الحق، مستقيمين في سلوكنا، معطائين للخير.

أوجه الشبه بين النخلة والمسلم

هناك أوجه شبه عديدة بين النخلة والمسلم، فكلاهما يتميز بالثبات والاستقامة والعطاء. فالنخلة ثابتة الجذور، لا تتزعزع أمام الرياح العاتية، وكذلك المسلم الحق ثابت الإيمان، لا يتزعزع أمام الفتن والمغريات. والنخلة مستقيمة القامة، لا تنحني إلا لله، وكذلك المسلم الحق مستقيم السلوك، لا ينحرف عن الحق. النخلة تعطي الثمر الطيب للناس، وكذلك المسلم الحق يعطي الخير للمجتمع. فالنخلة ترمز إلى العطاء المستمر، والمسلم الحق يسعى دائمًا إلى فعل الخير والإحسان إلى الناس. فكما أن النخلة مفيدة للناس في كل مراحل حياتها، كذلك المسلم الحق مفيد للمجتمع في كل مراحل حياته. فالنخلة تعلمنا أن نكون ثابتين على الحق، مستقيمين في سلوكنا، معطائين للخير، وأن نسعى دائمًا إلى نفع أنفسنا ونفع مجتمعنا.

دعوة إلى الاقتداء بالنخلة في حياتنا

إن خطبة الجمعة اليوم تدعونا إلى الاقتداء بالنخلة في حياتنا، وأن نكون كالنخلة في ثباتها واستقامتها وعطائها. فكما أن النخلة لا يسقط ورقها، كذلك يجب علينا أن نتمسك بديننا وقيمنا وأخلاقنا، وأن لا نتخلى عنها في أي ظرف من الظروف. وكما أن النخلة تثمر الثمر الطيب، كذلك يجب علينا أن نعمل الصالحات ونحسن إلى الناس، وأن نسعى دائمًا إلى فعل الخير. علينا أن نكون ثابتين على الحق، مستقيمين في سلوكنا، معطائين للخير، وأن نسعى دائمًا إلى نفع أنفسنا ونفع مجتمعنا. فالنخلة تعلمنا الصبر والثبات والعطاء، وتذكرنا بضرورة أن نكون كالنخلة في حياتنا، ثابتين على الحق، مستقيمين في سلوكنا، معطائين للخير. فلنجعل من النخلة قدوة لنا في حياتنا، ولنسع إلى أن نكون كالنخلة في كل شيء، في ثباتها واستقامتها وعطائها.

خاتمة

في الختام، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح، وأن يجعلنا من عباده الصالحين الذين يسعون إلى نفع أنفسهم ونفع مجتمعهم. ونسأله تعالى أن يرزقنا الثبات على الحق والاستقامة في السلوك والعطاء للخير، وأن يجعلنا كالنخلة في حياتنا، ثابتين على الحق، مستقيمين في سلوكنا، معطائين للخير. اللهم آمين. ونسأل الله أن يوفق خطباء المساجد في مصر وفي كل مكان، وأن يجعل خطبهم نافعة ومؤثرة، وأن يهدي بها الناس إلى صراط مستقيم. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.