3 بطاقات حمراء تثير القلق فى الإسماعيلى مع بداية الدورى.. آخرها عبدالله جمال

مع انطلاق منافسات الدوري المصري الممتاز، يواجه النادي الإسماعيلي تحديات مبكرة تثير قلق جماهيره ومسؤوليه على حد سواء. فبالإضافة إلى الصعوبات الفنية والتكتيكية التي قد تواجه أي فريق في بداية الموسم، يرزح الإسماعيلي تحت وطأة مشكلة انضباطية حادة، تتمثل في حصول لاعبيه على عدد كبير من البطاقات الحمراء في مباريات قليلة. هذه الظاهرة، التي كان آخر فصولها طرد اللاعب عبدالله جمال، تلقي بظلالها على أداء الفريق وتعيق سعيه لتحقيق نتائج إيجابية.

لا شك أن البطاقات الحمراء تؤثر بشكل مباشر على مسار أي مباراة. ففقدان لاعب، خاصة في المراكز الحيوية، يخل بالتوازن الخططي للفريق ويمنح المنافس أفضلية عددية واضحة. وفي حالة الإسماعيلي، يبدو أن هذه البطاقات الحمراء المتتالية قد أثرت بشكل كبير على معنويات اللاعبين وثقتهم بأنفسهم. فالخوف من ارتكاب الأخطاء التي قد تؤدي إلى الطرد قد يشل حركة اللاعبين ويقلل من إبداعهم داخل الملعب. علاوة على ذلك، فإن غياب اللاعبين الموقوفين بسبب البطاقات الحمراء يضطر الجهاز الفني إلى إجراء تعديلات مستمرة على التشكيلة الأساسية، مما يصعب من مهمة تحقيق الانسجام والتناغم بين اللاعبين.

إن تكرار حالات الطرد في صفوف الإسماعيلي يطرح تساؤلات جدية حول أسباب هذه الظاهرة. هل هي نتيجة لضعف الروح الرياضية لدى اللاعبين؟ أم أنها تعكس ضغوطاً نفسية كبيرة يتعرضون لها بسبب تطلعات الجماهير؟ أم أن الأمر يتعلق بأخطاء تحكيمية؟ ربما يكون السبب مزيجاً من هذه العوامل وغيرها. وعلى أي حال، فإن معالجة هذه المشكلة تتطلب تحركاً سريعاً وحاسماً من قبل إدارة النادي والجهاز الفني. يجب عليهم العمل مع اللاعبين على تعزيز الروح الرياضية والتحلي بالصبر والهدوء داخل الملعب. كما يجب عليهم توعيتهم بأهمية احترام قرارات الحكام وتجنب الاحتجاجات غير المبررة.

وبعيداً عن الجانب الانضباطي، يجب على الجهاز الفني للإسماعيلي التركيز أيضاً على الجوانب الفنية والتكتيكية. فالفريق بحاجة إلى تطوير أسلوب لعبه وتنويع خياراته الهجومية. كما يجب عليه تحسين مستوى التنظيم الدفاعي وتلافي الأخطاء الفردية التي تكلفه نقاطاً ثمينة. ولا شك أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب عملاً دؤوباً وتدريبات مكثفة والتزاماً كاملاً من جميع اللاعبين. فالدوري المصري الممتاز بطولة قوية ومنافسة، ولا مجال فيها للتراخي أو الاستهانة.

في الختام، يواجه النادي الإسماعيلي تحديات كبيرة في بداية الموسم، ولكنها ليست مستعصية على الحل. فبالعمل الجاد والإخلاص والتفاني، يمكن للفريق تجاوز هذه الصعوبات وتحقيق النتائج التي ترضي جماهيره الوفية. الأهم هو أن يتعلم اللاعبون من أخطائهم وأن يتحلوا بالروح الرياضية العالية والانضباط داخل الملعب. فالبطاقات الحمراء ليست قدراً محتوماً، بل هي نتيجة لأخطاء يمكن تجنبها. وبالتكاتف والتعاون، يمكن للإسماعيلي أن يعود إلى مكانته الطبيعية بين كبار الأندية المصرية.