السمنة البطنية مصطلح شائع يشير إلى تراكم الدهون الزائدة في منطقة البطن، مما يؤدي إلى زيادة محيط الخصر وظهور البطن بشكل مستدير. تُعرف أيضًا بأسماء أخرى مثل دهون البطن، والسمنة المركزية، والدهون الحشوية، والدهون داخل البطن. تختلف السمنة البطنية عن تراكم الدهون في مناطق أخرى من الجسم مثل الوركين والفخذين، حيث أن الدهون المتراكمة في البطن تحيط بالأعضاء الداخلية الحيوية، مما يجعلها أكثر خطورة على الصحة. من الضروري فهم أسباب السمنة البطنية ومخاطرها وكيفية التخلص منها للحفاظ على صحة جيدة وتجنب المضاعفات المحتملة. يمكن الكشف عن السمنة البطنية بسهولة عن طريق قياس محيط الخصر، وهو إجراء بسيط يمكن القيام به في المنزل باستخدام شريط قياس. يعتبر محيط الخصر الطبيعي للنساء أقل من 90 سم، بينما يعتبر طبيعيًا للرجال إذا كان أقل من 80 سم. إذا كانت قياساتك تتجاوز هذه الحدود، فقد تكون عرضة للإصابة بالسمنة البطنية وما يرتبط بها من مخاطر صحية.
كيفية قياس محيط الخصر
قياس محيط الخصر هو طريقة بسيطة وفعالة لتقييم خطر السمنة البطنية. لإجراء القياس بدقة، اتبع الخطوات التالية: أولاً، أحضر شريط قياس مرن. ثم، قف بشكل مستقيم واكشف عن منطقة البطن. لف الشريط حول خصرك، فوق عظام الورك، عند مستوى السرة. تأكد من أن الشريط مسطح على بشرتك وموازٍ للأرض. خذ نفسًا عميقًا، ثم ازفره برفق. قم بالقياس أثناء الزفير. دون القياس بالسنتيمترات أو البوصات. قارن القياسات بالقيم المرجعية لتحديد ما إذا كنت تعاني من السمنة البطنية. تذكر أن محيط الخصر الطبيعي للنساء يجب أن يكون أقل من 90 سم، بينما يجب أن يكون أقل من 80 سم للرجال. إذا كانت قياساتك أعلى من هذه القيم، فمن المستحسن استشارة الطبيب لتقييم المخاطر الصحية المحتملة واتخاذ الإجراءات اللازمة.
تأثيرات السمنة البطنية على الصحة
تتجاوز مخاطر السمنة البطنية مجرد المظهر غير المرغوب فيه. فالدهون الزائدة في منطقة البطن تعتبر سببًا رئيسيًا للمشاكل الأيضية، وتمهد الطريق لمجموعة واسعة من الأمراض الخطيرة. من أبرز هذه المشاكل متلازمة التمثيل الغذائي، وهي مجموعة من الحالات التي تظهر معًا، بما في ذلك انخفاض حساسية الأنسولين، وارتفاع مستويات السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية. تزيد هذه المتلازمة بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وداء السكري من النوع الثاني. بالإضافة إلى ذلك، تزيد دهون البطن من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث تزيد من الضغط على القلب والأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة مثل أمراض القلب التاجية وحتى النوبات القلبية. كما أن السمنة البطنية تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، حيث أن الدهون العنيدة في البطن تحفز الالتهاب، مما يجعل الجسم مقاومًا لإشارات الأنسولين المفيدة.
مخاطر صحية أخرى مرتبطة بالسمنة البطنية
لا تتوقف مخاطر السمنة البطنية عند أمراض القلب والسكري. فقد أظهرت الدراسات أن زيادة الوزن أو السمنة، بما في ذلك السمنة المفرطة في منطقة البطن، ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي بعد انقطاع الطمث. كما أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من دهون البطن يعانون أيضًا من مرض الكبد الدهني، حيث تفرز الدهون في البطن أحماضًا دهنية حرة (FFA)، مما يسبب التهابًا قد يفاقم هذه الحالة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتراكم الدهون الزائدة حول البطن لتصل إلى الرقبة والمجرى التنفسي العلوي، مما يؤدي إلى ضيق في ممرات التنفس، والنتيجة هي انقطاع النفس النومي، وهي حالة يتوقف فيها التنفس ويبدأ بشكل متكرر أثناء النوم. وأخيرًا، يمكن أن يزيد انتفاخ البطن أيضًا من خطر الإصابة بالنقرس، خاصةً لدى مرضى السكري من النوع الثاني الذين يعانون من تراكم دهون البطن بشكل كبير.
كيفية التخلص من السمنة البطنية
التخلص من السمنة البطنية يتطلب اتباع نهج شامل يتضمن تغييرات في نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي والنشاط البدني. يجب التركيز على تناول نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة، مع تقليل تناول الأطعمة المصنعة والسكريات والدهون المشبعة. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وخاصة التمارين الهوائية مثل المشي والجري والسباحة، تساعد على حرق السعرات الحرارية وتقليل دهون البطن. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد تمارين القوة على بناء العضلات وزيادة معدل الأيض، مما يساهم في فقدان الوزن بشكل عام. من المهم أيضًا الحصول على قسط كافٍ من النوم وإدارة الإجهاد، حيث أن قلة النوم والإجهاد المزمن يمكن أن يؤديا إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يعزز تراكم الدهون في منطقة البطن. في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بتناول الأدوية أو إجراء العمليات الجراحية للمساعدة في التخلص من السمنة البطنية، ولكن هذه الخيارات عادة ما تكون مخصصة للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة ولديهم مشاكل صحية خطيرة.