تستعد منصة واتساب، المملوكة لشركة "ميتا"، لإحداث ثورة في طريقة تواصل المستخدمين من خلال طرح ميزة جديدة مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. هذه الميزة، التي سيتم دمجها مباشرة داخل المحادثات، تهدف إلى مساعدة المستخدمين على تحسين جودة كتابتهم، سواء كان ذلك بهدف إضفاء طابع أكثر احترافية على رسائل العمل، أو إضافة لمسة مرحة إلى الأحاديث الودية، أو حتى التغلب على التردد في اختيار الكلمات المناسبة. "مساعدة الكتابة"، كما أطلقت عليها الشركة، لن تتدخل في مجرى الحوار، بل ستركز على تعزيز جودة الكتابة بما يتماشى مع أسلوب وتفضيلات كل مستخدم.

تعتمد ميزة "مساعدة الكتابة" على تقنيات المعالجة اللغوية المتقدمة التي طورتها "ميتا". هذه الأداة الذكية قادرة على تقديم اقتراحات فورية لإعادة صياغة الرسائل، وتصحيح الأخطاء النحوية، وضبط النبرة قبل الإرسال. تخيل أنك تكتب رسالة بريد إلكتروني مهمة لعميل، ولكنك لست متأكدًا من أن النبرة المستخدمة مناسبة. ببساطة، يمكنك استخدام "مساعدة الكتابة" لتحليل النص واقتراح بدائل أكثر احترافية. أو، إذا كنت ترغب في إضفاء لمسة من المرح على محادثة مع صديق، يمكن للأداة أن تقترح طرقًا لإعادة صياغة رسالتك بأسلوب أكثر دعابة.

الميزة متاحة حاليًا بشكل تجريبي على نسخة واتساب المخصصة لأندرويد، وذلك عبر برنامج Google Play Beta. هذا يتيح لمجموعة محدودة من المستخدمين تجربة الميزة وتقديم ملاحظاتهم قبل إطلاقها الرسمي للجمهور. وقد أكدت واتساب على أن النصوص التي تتم مراجعتها بواسطة "مساعدة الكتابة" لا يتم تخزينها على خوادم الشركة، وأن تفعيل الأداة سيكون اختياريًا، أي أن المستخدم هو من يختار تشغيلها يدويًا. هذا يضمن للمستخدمين التحكم الكامل في خصوصية بياناتهم ويمنحهم الثقة في استخدام الميزة دون القلق بشأن مشاركة معلوماتهم الشخصية.

بمجرد تفعيل "مساعدة الكتابة"، سيظهر رمز قلم صغير داخل نافذة الدردشة، ليحل محل أيقونة الملصقات التقليدية. بعد ذلك، يكتب المستخدم رسالته كالمعتاد، ثم يضغط على الرمز ليتم تحليل النص بواسطة الذكاء الاصطناعي. ستقدم الأداة ثلاثة خيارات معاد صياغتها بصيغ مختلفة: صيغة احترافية، أو مرحة، أو محايدة. يمكن للمستخدم بعد ذلك اختيار الأسلوب المناسب أو تعديل المقترحات يدويًا. هذا يوفر للمستخدمين مرونة كبيرة في التحكم في الطريقة التي يعبرون بها عن أنفسهم، ويساعدهم على التأكد من أن رسائلهم تعكس بدقة ما يريدون قوله.

أحد الجوانب المميزة في "مساعدة الكتابة" هو أن الطرف الآخر في المحادثة لن يلاحظ أن الرسالة قد تمت معالجتها أو تحسينها عبر الذكاء الاصطناعي. هذا يضمن تجربة مستخدم سلسة وطبيعية، ويمنع أي شعور بالارتباك أو الإحراج. من خلال دمج هذه الميزة الذكية في تطبيقها الشهير، تسعى واتساب إلى تمكين مستخدميها من التواصل بشكل أكثر فعالية وثقة، وتعزيز تجربة المستخدم بشكل عام. من المتوقع أن تحدث "مساعدة الكتابة" نقلة نوعية في طريقة تواصلنا عبر الإنترنت، وتجعلنا أكثر قدرة على التعبير عن أنفسنا بوضوح وإيجاز.