يشهد قصر ثقافة الإسماعيلية انطلاق فعاليات ملتقى السمسمية القومي في دورته الثالثة، والذي يستمر لمدة يومين تحت رعاية كل من الدكتور أحمد فؤاد هانو وزير الثقافة، واللواء أكرم محمد جلال محافظ الإسماعيلية، واللواء خالد اللبان مساعد وزير الثقافة لشئون الهيئة العامة لقصور الثقافة. يهدف الملتقى إلى الاحتفاء بفن السمسمية، وهو أحد أبرز مظاهر الفلكلور الشعبي في مدن إقليم قناة السويس وسيناء، وإبراز أهميته التاريخية والثقافية.

برنامج حافل بالعروض والتكريمات

يتضمن حفل الافتتاح تكريم عدد من رموز فن السمسمية واللجنة العلمية، تقديرًا لجهودهم في الحفاظ على هذا التراث الأصيل ونقله إلى الأجيال القادمة. كما يشمل الحفل عروضًا فنية متنوعة تقدمها فرق متخصصة في فن السمسمية من مختلف مدن القناة، بما في ذلك الإسماعيلية وبورسعيد والسويس. تهدف هذه العروض إلى إبراز التنوع والغنى في فن السمسمية، وتعريف الجمهور بألوانه المختلفة.

عروض فنية متنوعة على مدار يومين

يستمر الملتقى على مدار يومين، حيث يشهد اليوم الأول حفل الافتتاح، بينما يشهد اليوم الثاني عروضًا لفرق فنية بارزة، مثل الإسماعيلية للفنون الشعبية، الطور التلقائية، السويس للآلات الشعبية، والصحبة البورسعيدية. تقام هذه العروض في مركز شباب الشيخ زايد، مما يتيح لأكبر عدد ممكن من الجمهور الاستمتاع بها. بالإضافة إلى ذلك، تقام عروض أخرى على هامش الملتقى بمسرح شاطئ الفيروز، حيث تقدم فرق مثل بورسعيد للآلات الشعبية، شباب السويس، الإسماعيلية للآلات الشعبية، الوزيري بالإسماعيلية، وبورسعيد للفنون الشعبية عروضًا مميزة.

السمسمية: تاريخ عريق مهدد بالانقراض

تعتبر آلة السمسمية الوترية مظهرًا من مظاهر الفلكلور الشعبي الذي اشتهرت به مدن إقليم قناة السويس وسيناء، وتحظى بشعبية كبيرة بين أبناء هذه المدن. ارتبطت أغاني السمسمية بتاريخ حفر قناة السويس والمقاومة ضد العدوان، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمنطقة. ومع ذلك، تواجه السمسمية خطر الانقراض بسبب قلة عدد العازفين والحراس الذين يحافظون على هذا الفن الأصيل. من بين هؤلاء الحراس محمد ميدة، وهو ابن محافظة الإسماعيلية، الذي يسعى جاهدًا للحفاظ على السمسمية ونقلها إلى الأجيال القادمة.

السمسمية عبر العصور: من الفراعنة إلى اليوم

يشير محمد ميدة، وهو عازف وصانع للسمسمية ويمتلك معرضًا لإصلاح الآلات الوترية التي تنتمي لعائلة السمسمية والطنبورة، إلى أن السمسمية آلة وترية تعود إلى العصر الفرعوني. ويؤكد أن هذه الآلة قد سجلت على نقوش المعابد الفرعونية، مثلها مثل الناي والربابة والعود والدف. وقد توارثت الأجيال هذه الآلة حتى أصبحت هي الطنبورة التي يعشقها أهل النوبة ويعزفون عليها حتى الآن. يوضح ميدة أن الطنبورة تتكون من عظام الآلة التي تسمى القاصعة، والأوتار التي كانت تصنع من أحشاء الحيوانات. أما السمسمية، فقد تم اقتباسها من الآلة الوترية الفرعونية ثم تم تطويرها إلى أشكال متنوعة، وتصنع من الخشب الزان مع الابلكاش.