قدمت ليلة درامية في أوديني عرضًا كرويًا لا ينسى، انتهى بتعادل 2-2 بين باريس سان جيرمان وتوتنهام ثم حسمها باريس بركلات الترجيح (4-3)، بعد أن قلب حامل لقب دوري أبطال أوروبا النتيجة في الدقائق الأخيرة ليلجأ الفريقان إلى مشهد التوتر والصرخة عند نقطتي الجزاء. 

 

كيف دار اللقاء: توتنهام يتقدم ثم يتراجع أمام ضغط البدلاء

 

سيطر التوازن على مجريات الشوط الأول حتى تقدم توتنهام عبر هدف مكي فان دي فين قبل نهاية الشوط، ثم أضاف كريستيان روميرو الهدف الثاني بعد بداية الشوط الثاني ليبدو أن الضيوف متجهون لنهائي مبكر للمباراة. لكن باريس رفض الاستسلام، ومع تغيير في التشكيل وإشراك بدلاء مؤثرين بدأ الضغط يتزايد على دفاع توتنهام. 

 

قلب المواجهة: أهداف في اللحظات الحاسمة

 

عاد باريس في الدقائق الأخيرة عن طريق لي كانغ-إن الذي قلص الفارق في الدقيقة 85، ثم أكمل جونزالو راموس السيناريو الدرامي بتسجيل هدف التعادل القاتل في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، ليمنح فريق العاصمة دفعة معنوية هائلة قبل ركلات الترجيح. تلك الدقائق الأخيرة كانت كافية لتحويل وجه اللقاء بالكامل وإجبار اللقاء على الحسم من علامة الجزاء. 

 

ركلات الترجيح: هدوء باريس ومأساة توتنهام

 

في ركلات الترجيح، كانت الأعصاب الفيصل؛ أهدر توتنهام محاولتين مؤثرتين (من ضمنهما تصويب فان دي فين)، بينما نجح لاعبو باريس في المحافظة على هدوئهم وتحويل معظم تكتيكاتهم إلى تنفيذ ناجح من نقطة الجزاء. النجم الذي سجل الركلة الحاسمة وكان صاحب الابتسامة الأخيرة كان نونو مينديش الذي أتم مهمته ومنح ناديه الكأس. 

 

ماذا يعني هذا اللقب؟

 

تتويج باريس سان جيرمان بالسوبر الأوروبي يضيف لقبًا قارّيًا جديدًا لخزائن النادي ويؤكد قدرة الفريق على تحويل المواقف تحت الضغط، خصوصًا بعد موسم حافل لا يتوقف عن إهداء الأندية البطولات. من جهة أخرى، يظل خروجه لتوتنهام مؤلمًا؛ الفريق اللندني قدم أداءً قوياً لكن وقعته التأخر والارتباك في الدقائق الحاسمة حرمت جماهيره من الفرحة. 

 

ردود الأفعال السريعة

 

عرفت الحسابات الرسمية للجانبين ولوسائل الإعلام المتابعة مشاهد من الثناء لروح باريس القتالية، ومن الحزن والأسى لدى أنصار توتنهام الذين شعروا بأن الفوز كان في متناول أيدي فريقهم حتى صافرة النهاية. كما سلط المحللون الضوء على تأثير التغييرات التكتيكية والبدلاء في قلب موازين المباراة. 

 

ليلة أكدّت مرة أخرى أن كرة القدم دراما لا تُحسم إلا بنهاياتها؛ بين لحظات احتفال وخيبة أمل، خرج باريس سان جيرمان بطلاً للسوبر الأوروبي بعد مباراة ستبقى في ذاكرة المتابعين، بينما يذهب توتنهام إلى تحليل الأخطاء والاستفادة من درس الضياع في اللحظات الأخيرة.