أثار ارتفاع الحد الأدنى لتنسيق قبول الناجحين في الثانوية العامة بالجامعات والمعاهد، مع انطلاق المرحلة الأولى للتنسيق، ردود أفعال غاضبة بين الطلاب وأولياء الأمور، خاصة الحاصلين على 90% فأكثر من طلاب شعبة العلمي علوم، والحاصلين على أكثر من 85% من الرياضيات، ومثلهم من شعبة الأدبي. يعزى هذا الغضب إلى أن ارتفاع الحد الأدنى للمرحلة الأولى بفارق يصل إلى أكثر من 1.5% عن العام الماضي، وتخفيض أعداد المقبولين بالمرحلة عن العام الماضي إلى 94 ألف طالب هذا العام مقابل 113 ألف طالب وطالبة العام الماضي، يؤدي إلى وقوع أعداد كبيرة من المتفوقين ضحايا لسياسات القبول التي رسمها المجلس الأعلى للجامعات هذا العام بقيادة الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي، مقارنة بالعام الماضي الذي كان فيه الحد الأدنى للقبول أقل من هذا العام بجانب ارتفاع أعداد المقبولين بالمرحلة مقارنة بإعداد هذا العام. هذا التباين الكبير بين العامين يضع الطلاب المتفوقين في موقف صعب، حيث يجدون أنفسهم غير قادرين على تحقيق طموحاتهم بسبب هذه السياسات الجديدة.
حرمان المتفوقين من كليات القمة والبحث عن بدائل
يؤدي ارتفاع الحد الأدنى للمرحلة الأولى وانخفاض أعداد المقبولين بالأماكن المتاحة أمام الطلاب هذا العام إلى حرمان الآلاف من المتفوقين بشعبة العلمي علوم الحاصلين على أكثر من 90% وحتى 91% من وجود أماكن لهم بكليات القمة ومنها الطب والأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعي. يضطر هؤلاء المتفوقون إلى البحث عن أماكن لهم بالكليات المناظرة في الجامعات الخاصة والأهلية، ولا يوجد أمامهم ملاذ سوى هذا الطريق من أجل تحقيق رغباتهم الذاتية في هذه الكليات. هذا الوضع يضع عبئاً مالياً إضافياً على الأسر، حيث أن الجامعات الخاصة والأهلية تتطلب مصروفات دراسية كبيرة، مما يجعل التعليم الجيد حكراً على فئة معينة من الطلاب القادرين على تحمل هذه التكاليف. كما أن هذا الوضع يخلق حالة من الإحباط لدى الطلاب المتفوقين الذين بذلوا جهداً كبيراً لتحقيق هذه النسب العالية، ولكنهم في النهاية يجدون أنفسهم مضطرين إلى التنازل عن أحلامهم بسبب سياسات القبول.
تأثير ارتفاع التنسيق على طلاب الرياضيات والأدبي
كما أدى ارتفاع الحد الأدنى وتخفيض الأعداد وقصر القبول بالمرحلة الأولى على شريحة وإعداد أقل عن العام الماضي إلى حرمان أصحاب المجاميع المرتفعة من طلاب الرياضيات الحاصلين على 85% وحتى 87% فأكثر من عدم وجود أماكن لهم بكليات الهندسة التي يفضلها طلاب الرياضيات في المرحلة الثانية، ويتبقى أماكن محدودة بكليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي. يضطر أصحاب هذه المجاميع الذين حرموا من كليات القمة الحكومية إلى التقدم للقبول بالكليات المناظرة في الجامعات الخاصة والأهلية بمصروفات. أيضاً، يحرم طلاب الأدبي الحاصلين على 84% فأكثر والمتقدمين للقبول بالمرحلة الأولى من عدم وجود أماكن لهم بكليات القمة وهي الاقتصاد والعلوم السياسية والألسن والإعلام، وقد يقف الحد الأدنى للقبول بهذه الكليات عند نفس الحد الأدنى والذي يتراوح بين 84% و85%. هذا الوضع يظهر أن سياسات القبول الجديدة تؤثر بشكل سلبي على جميع الطلاب المتفوقين بغض النظر عن الشعبة التي ينتمون إليها.
أسباب ارتفاع الحد الأدنى وتأثيره على المقبولين
ترجع أسباب ارتفاع الحد الأدنى للمرحلة إلى خفض المجلس الأعلى للجامعات أعداد المقبولين بكليات القمة وقصر القبول على شريحة محددة من أصحاب المجاميع التي تصل لأكثر من 91.5% مما يؤدي إلى وجود ارتفاع بفارق ليس كبير في الحد الأدنى عن العام الماضي وعدم وجود أماكن بهذه الكليات أمام باقي المتفوقين من طلاب العلمي الحاصلين على 90% فأكثر وحتى الحاصلين على 91%. تقبل المرحلة من النظامين القديم والجديد وعددهم 94 ألف و721 طالب وطالبة لتسجيل رغبات الكليات والمعاهد المتاحة أمامهم بالجامعات الحكومية. تقبل المرحلة من النظام الجديد 92 ألف و503 طلاب منهم 21 ألف و853 طالب وطالبة علمي بحد أدنى 293 درجة بنسبة 91.56% و16 ألف و577 رياضيات بحد أدنى 283 درجة بنسبة 88.44% و54 ألف و73 طالب وطالبة أدبي بحد أدنى 233 درجة بنسبة 72.81%. كما تستوعب المرحلة 2218 طالب وطالبة من النظام القديم منهم 1411 علمي علوم بحد أدنى 350 درجة بنسبة 85.37% و280 الشعبة الهندسية بحد أدنى 335 درجة بنسبة 81.71% و527 طالب وطالبة أدبي بحد أدنى 270 درجة بنسبة 65.85%.
توزيع الأماكن الشاغرة بالكليات وتوقعات الحدود الدنيا
يشغل طلاب المرحلة الأولى الأماكن الخالية بكليات الطب وطب الأسنان والعلاج الطبيعي والصيدلة، ويبلغ العدد أكثر من 21 ألف مكان، ويتبقى أماكن أمام طلاب المرحلة الثانية بكليات الطب البيطري والتمريض. كما يشغل طلاب الرياضيات الأماكن الشاغرة بكليات الهندسة وتبلغ أكثر من 15 ألف مكان، ويتبقى أماكن أمام طلاب المرحلة الثانية بكليات الحاسبات. كما يشغل طلاب الأدبي الأماكن الخالية بكليات الاقتصاد والعلوم السياسية والألسن. يوجد أمام طلاب المرحلة جميع الأماكن الشاغرة بالكليات الجامعية منهم أكثر من 25 ألف مكان بكليات المجموعة الطبية وأكثر من 15 ألف مكان بكليات الهندسة. أكدت البيانات الإحصائية لمكتب التنسيق وجود ارتفاع في الحد الأدنى لقبول طلاب المرحلة الأولى بالجامعات بسبب ارتفاع شرائح المجاميع الطلاب الحاصلين على أكثر من 90% مما يتسبب في وجود زيادة طفيفة في الحد الأدنى للقبول بكليات القمة، وقد يصل الحد الأدنى للطب إلى 93.25% وطب الأسنان 92.87% والعلاج الطبيعي 92% والصيدلة 91.87%. كما يرتفع الحد الأدنى للهندسة إلى 88.87%. كما يرتفع الحد الأدنى للقبول لطلاب الأدبي بالكليات عن العام الماضي بسبب ارتفاع شرائح المجاميع عن طلاب العلمي. أكدت البيانات الإحصائية أن الوضع هذا العام يشهد منافسة شرسة على المقاعد المتاحة، وأن الطلاب المتفوقين سيواجهون صعوبة في تحقيق أحلامهم.