مع انطلاق المرحلة الأولى من تنسيق القبول بالجامعات للعام الأكاديمي 2025-2026، أعلن موقع التنسيق الإلكتروني عن أربع قواعد أساسية يجب على طلاب الثانوية العامة مراعاتها بعناية فائقة عند ترتيب رغباتهم. هذه القواعد تهدف إلى توجيه الطلاب نحو اختيار الكليات والجامعات التي تتناسب مع ميولهم وقدراتهم، مع الأخذ في الاعتبار النطاق الجغرافي لتقليل فرص الاغتراب وتيسير سبل الوصول إلى الجامعة. إن فهم هذه القواعد والالتزام بها يمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق حلم الالتحاق بالكلية التي يطمح إليها كل طالب.

القاعدة الأولى: الترتيب وفقًا للتخصص أو الجامعة

تنص القاعدة الأولى على أن ترتيب الرغبات يجب أن يكون وفقًا لقطاعات التخصص المسموح بها لشعبة الطالب، أو حسب الجامعات، وذلك بما يتوافق مع رغبة الطالب. بمعنى آخر، يجب على الطالب أن يبدأ بتحديد التخصصات التي يرغب في دراستها بناءً على شعبته الدراسية (علمي علوم، علمي رياضة، أدبي)، ثم يقوم بترتيب الكليات التي تقدم هذه التخصصات وفقًا لأولوياته. يمكن للطالب أيضًا أن يختار ترتيب الرغبات بناءً على الجامعات التي يرغب في الالتحاق بها، مع مراعاة التخصصات المتاحة في كل جامعة. الأهم هو أن يكون الترتيب منطقيًا ويعكس رغبة الطالب الحقيقية، حتى لا يندم على اختياره لاحقًا. على سبيل المثال، إذا كان الطالب يرغب في دراسة الهندسة، فيمكنه ترتيب الكليات الهندسية في مختلف الجامعات وفقًا لسمعة الكلية، وجودة التعليم، وقربها من محل سكنه.

القاعدة الثانية: الالتزام بالتوزيع الجغرافي المتدرج

تؤكد القاعدة الثانية على أهمية الالتزام بقوائم التوزيع الجغرافي المتدرج، لتقليل فرص الاغتراب وضمان القبول في أقرب الجامعات لمحل السكن. نظام التوزيع الجغرافي يهدف إلى تقليل معاناة الطلاب وأسرهم من مشكلة الاغتراب، حيث يفضل أن يلتحق الطالب بجامعة قريبة من محل إقامته. يتم تقسيم الجامعات إلى ثلاث نطاقات جغرافية (أ، ب، ج)، ويجب على الطالب أن يبدأ بترتيب الكليات الموجودة في النطاق الجغرافي (أ) أولًا، ثم ينتقل إلى النطاقين (ب) و(ج) إذا لم يتمكن من الالتحاق بأي كلية في النطاق (أ). هذا النظام يضمن حصول الطالب على فرصة أكبر للالتحاق بجامعة قريبة من منزله، مما يوفر عليه الكثير من الجهد والمال والوقت. يجب على الطالب الاطلاع على قوائم التوزيع الجغرافي المتاحة على موقع التنسيق الإلكتروني قبل البدء في تسجيل رغباته.

القاعدة الثالثة: البدء بالنطاق الجغرافي (أ)

تعتبر القاعدة الثالثة تفصيلاً للقاعدة الثانية، حيث تنص صراحة على البدء بالكليات الواقعة في النطاق الجغرافي (أ) أولًا، قبل الانتقال إلى النطاقين (ب) و(ج). هذا التأكيد يأتي للتأكد من أن الطلاب يدركون أهمية الالتزام بالتوزيع الجغرافي، وأنهم لا يتجاهلون الكليات القريبة من محل سكنهم لصالح كليات أخرى بعيدة. يجب على الطالب أن يبحث جيدًا عن الكليات المتاحة في النطاق الجغرافي (أ)، وأن يقارن بينها من حيث التخصصات، والمناهج الدراسية، وفرص العمل المتاحة للخريجين، قبل أن يقرر الانتقال إلى النطاقات الأخرى. في كثير من الأحيان، قد يجد الطالب أن الكلية الأقرب إلى منزله هي الأنسب له، سواء من حيث التخصص أو من حيث جودة التعليم.

القاعدة الرابعة: التنقل بين التخصصات المختلفة

تتيح القاعدة الرابعة للطالب التنقل بين التخصصات المختلفة بشرط استيفاء الشروط المحددة لكل تخصص أو كلية. هذا يعني أن الطالب ليس ملزمًا بالبقاء في نفس المجال الذي اختاره في البداية، بل يمكنه تغيير التخصصات التي يرغب في دراستها طالما أنه يستوفي الشروط المطلوبة لكل تخصص. هذه الشروط قد تشمل الحصول على حد أدنى من الدرجات في مواد معينة، أو اجتياز اختبارات قدرات، أو إجراء مقابلات شخصية. يجب على الطالب أن يتحقق من هذه الشروط قبل أن يقرر تغيير التخصص، وأن يتأكد من أنه قادر على استيفائها. هذه القاعدة تمنح الطالب مرونة أكبر في اختيار التخصص الذي يناسب قدراته وميوله، وتساعده على تجنب الندم على اختياره لاحقًا. على سبيل المثال، قد يبدأ الطالب بتسجيل رغبات في كليات علمية، ثم يقرر لاحقًا أنه يرغب في دراسة تخصص أدبي، بشرط أن يكون حاصلًا على الحد الأدنى من الدرجات المطلوبة للالتحاق بالكليات الأدبية.

وشهدت معامل التنسيق بالجامعات الحكومية إقبالًا كبيرًا من الطلاب وأولياء الأمور لتسجيل الرغبات والاستفسار عن آليات التنسيق، حيث يتم تقديم هذه الخدمات مجانًا. ووجّه الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بضرورة إتاحة جميع المعلومات والإرشادات الخاصة بالتنسيق على الموقع الرسمي https://tansik.digital.gov.eg/ لتيسير عملية تسجيل الرغبات بدقة، وتعريف الطلاب بكافة خطوات ومراحل التنسيق.