في بادرة تعكس الاهتمام البالغ الذي توليه جامعة طنطا، وعلى رأسها كلية القرآن الكريم، بطلابها من ذوي الاحتياجات الخاصة، قام عميد الكلية بجولة تفقدية للاطمئنان على سير امتحانات طلاب أصحاب البصيرة. تأتي هذه الزيارة تأكيداً على حرص الكلية على توفير بيئة تعليمية دامجة وداعمة، تتيح لجميع الطلاب، بمن فيهم المكفوفين وضعاف البصر، فرصاً متساوية للتحصيل العلمي والتفوق. وتأتي هذه الجهود في إطار التوجهات الوطنية والعالمية نحو تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في المجتمع، إيماناً بقدراتهم وإمكاناتهم الكامنة التي يمكن أن تثري المجتمع وتسهم في تنميته.
توفير التسهيلات اللازمة للطلاب المكفوفين
وخلال الجولة، تفقد عميد الكلية القاعات المخصصة لامتحانات الطلاب المكفوفين، واطمأن على توفير كافة التسهيلات اللازمة لهم، بما في ذلك توفير المرافقين المدربين لمساعدتهم في قراءة الأسئلة والإجابة عليها، وتوفير أجهزة الحاسوب الناطقة وبرامج قراءة الشاشة التي تمكنهم من التعامل مع المواد الدراسية الإلكترونية. كما أكد على أهمية توفير بيئة هادئة ومريحة للطلاب أثناء الامتحانات، لتجنب أي عوامل تشتيت أو إزعاج قد تؤثر على تركيزهم وأدائهم. وتحدث العميد مع الطلاب واستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم حول سير الامتحانات والتحديات التي يواجهونها، ووعد بتذليل كافة العقبات وتلبية احتياجاتهم، لضمان حصولهم على أفضل الفرص التعليمية.
أهمية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم
إن دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم يمثل ضرورة حتمية، ليس فقط من منظور إنساني وأخلاقي، بل أيضاً من منظور تنموي واقتصادي. فإتاحة الفرصة لهؤلاء الطلاب للتعليم والتأهيل تمكنهم من اكتساب المهارات والمعارف اللازمة للمشاركة الفعالة في سوق العمل والمساهمة في بناء المجتمع. كما أن دمجهم في البيئة التعليمية يعزز التنوع والتسامح والانفتاح على الآخر، ويساهم في بناء مجتمع أكثر عدلاً ومساواة. وتعتبر كلية القرآن الكريم بطنطا نموذجاً يحتذى به في هذا المجال، حيث تسعى جاهدة لتوفير بيئة تعليمية شاملة وداعمة لجميع الطلاب، بغض النظر عن قدراتهم أو خلفياتهم.
جهود كلية القرآن الكريم في دعم طلاب أصحاب البصيرة
لا تقتصر جهود كلية القرآن الكريم بطنطا على توفير التسهيلات اللازمة للطلاب المكفوفين أثناء الامتحانات، بل تمتد لتشمل جميع جوانب العملية التعليمية. فالكلية تحرص على توفير المناهج الدراسية بصيغ قابلة للوصول، مثل الكتب المطبوعة بطريقة برايل والملفات الصوتية، كما توفر الدعم الأكاديمي والإرشادي للطلاب طوال العام الدراسي. بالإضافة إلى ذلك، تنظم الكلية ورش عمل ودورات تدريبية للطلاب المكفوفين لتعليمهم مهارات استخدام التكنولوجيا المساعدة وتطوير قدراتهم الشخصية والاجتماعية. وتتعاون الكلية مع العديد من المؤسسات والجمعيات المتخصصة في رعاية المكفوفين لتقديم الدعم اللازم للطلاب وأسرهم.
رسالة إلى المجتمع
إن تفقد عميد كلية القرآن الكريم لامتحانات طلاب أصحاب البصيرة يمثل رسالة قوية إلى المجتمع بأكمله، مفادها أن التعليم حق للجميع، وأن ذوي الاحتياجات الخاصة هم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا، ولهم الحق في الحصول على فرص متساوية للتعليم والتنمية. ويجب على جميع أفراد المجتمع، من أسر ومؤسسات تعليمية وإعلام، أن يتعاونوا لتهيئة البيئة المناسبة لتمكين هؤلاء الطلاب ودمجهم في المجتمع. إن الاستثمار في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة هو استثمار في مستقبلنا جميعاً، وهو يساهم في بناء مجتمع أكثر قوة وازدهاراً.