أثار الفنان القدير محمد صبحي جدلاً واسعاً بتصريحاته الأخيرة حول مفهوم "كليات القمة" في المجتمع، مؤكداً أن هذا المفهوم قد عفا عليه الزمن ولم يعد يعكس الواقع الحالي لسوق العمل واحتياجاته المتغيرة. وأشار صبحي إلى أن النجاح الحقيقي للطالب والخريج لا يكمن في الالتحاق بكلية ذات سمعة تقليدية، بل في اختيار التخصص الذي يتناسب مع ميوله وقدراته، والذي يتيح له تطوير مهاراته واكتساب الخبرات اللازمة للمنافسة في سوق العمل المتطور. وشدد على أهمية توجيه الشباب نحو التخصصات التي يحتاج إليها المجتمع، والتي توفر فرص عمل حقيقية، بدلاً من التركيز على الكليات التي تعتبر "قمة" اجتماعياً فقط.
ويرى صبحي أن التركيز المفرط على "كليات القمة" يخلق ضغوطاً نفسية واجتماعية كبيرة على الطلاب وأسرهم، ويؤدي إلى إحباط الكثيرين الذين لا يتمكنون من تحقيق هذا الهدف. كما أنه يساهم في تخريج أعداد كبيرة من الخريجين في تخصصات معينة، مما يزيد من المنافسة ويقلل من فرص العمل المتاحة لهم. في المقابل، هناك نقص حاد في الكفاءات المتخصصة في مجالات أخرى، مثل الصناعة والتكنولوجيا والزراعة، مما يعيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. لذلك، دعا صبحي إلى تغيير النظرة السائدة تجاه التعليم، وإلى تشجيع الشباب على اختيار التخصصات التي تتناسب مع قدراتهم وميولهم، والتي تساهم في بناء مستقبل أفضل لأنفسهم ولمجتمعهم. يجب على المؤسسات التعليمية والجهات الحكومية أن تلعب دوراً فعالاً في توجيه الطلاب وتقديم المشورة المهنية لهم، لمساعدتهم على اتخاذ القرارات الصحيحة بشأن مستقبلهم التعليمي والمهني.
وأكد محمد صبحي على أهمية تطوير المناهج التعليمية لتواكب التطورات السريعة في سوق العمل، وإلى التركيز على اكتساب المهارات العملية والتطبيقية التي يحتاجها الخريج في حياته المهنية. وأشار إلى أن التعليم لا يجب أن يقتصر على الجانب النظري، بل يجب أن يشمل التدريب العملي والتطبيقي، والتعاون مع الشركات والمؤسسات المختلفة لتوفير فرص التدريب للطلاب. كما دعا إلى تشجيع التعليم المهني والتقني، وإلى تغيير الصورة النمطية السلبية المرتبطة به، مؤكداً أنه يمثل خياراً مهماً للعديد من الشباب، ويوفر لهم فرص عمل واعدة في مجالات مختلفة. يجب على المجتمع أن يدرك أن التعليم المهني والتقني ليس أقل أهمية من التعليم الأكاديمي، وأنه يلعب دوراً حيوياً في بناء الاقتصاد وتلبية احتياجات سوق العمل.
كما شدد الفنان القدير على ضرورة الاهتمام بتطوير مهارات اللغة الإنجليزية والحاسوب لدى الطلاب، مؤكداً أنها تعتبر من المهارات الأساسية التي يحتاجها الخريج في أي مجال عمل. وأشار إلى أن اللغة الإنجليزية هي لغة العلم والتكنولوجيا، وأن الحاسوب هو أداة أساسية في جميع مجالات الحياة. لذلك، يجب على المؤسسات التعليمية أن تولي اهتماماً خاصاً بتدريس هاتين المهارتين، وأن توفر للطلاب فرصاً لممارستهما وتطويرهما. كما دعا إلى تشجيع الطلاب على تعلم لغات أجنبية أخرى، مثل الفرنسية والألمانية والصينية، مؤكداً أنها تفتح لهم آفاقاً جديدة في سوق العمل العالمي.
وفي ختام تصريحاته، أكد محمد صبحي على أن النجاح الحقيقي لا يكمن في الحصول على شهادة من "كلية قمة"، بل في القدرة على تحقيق الذات وتحقيق الإنجازات في أي مجال من المجالات. ودعا الشباب إلى الثقة بقدراتهم وإمكاناتهم، وإلى العمل بجد واجتهاد لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم. كما دعا إلى التفاؤل بالمستقبل، وإلى الإيمان بأن مصر قا