يشهد سوق السيارات المصري تحولاً بارزاً ومفاجئاً، مع اقتراب نهاية خط إنتاج طرازات علامة "BYD" الصينية التي عرفها الشارع المصري جيداً خلال السنوات الماضية. ففي خطوة تمثل نقطة تحول استراتيجية، تستعد مجموعة الأمل، الوكيل والمُجمع لسيارات BYD في مصر، لوقف تجميع هذه السيارات بشكل نهائي خلال أغسطس المقبل. لكن المجموعة لا تتوقف عند هذا الحد، بل تستعد لإطلاق فصل جديد من خلال تجميع سيارات علامة صينية أخرى تحمل اسم "فورثينج".
رسميًا توقف سيارات BYD
الكشف رسميًا عن هذا التغيير الجذري جاء في تصريحات حصرية لـ "الشرق" من الأستاذ عمرو سليمان، رئيس مجموعة الأمل. وأوضح سليمان أن قرار إنهاء تجميع سيارات BYD محلياً يأتي مدفوعاً بسببين رئيسيين: أولهما، نفاد الخامات والمكونات اللازمة لعملية التجميع، وثانيهما، انتهاء دورة إنتاج الطراز المحدد من قبل الشركة الأم في الصين. هذا يعني أن السيارة كما نعرفها حالياً ستتوقف عن التجميع المحلي، لتُغلق بذلك صفحة مهمة في مسيرة العلامة داخل السوق المصري.
استثمار جديد لمستقبل مختلف:
في المقابل، أكد رئيس مجموعة الأمل التزام مجموعته بمواصلة نشاط التجميع المحلي الذي يعتبر حجر زاوية في استراتيجيتها. ففي خطوة تعكس ثقة الشركة في السوق المصري وإمكانيات التصنيع المحلي، قررت مجموعة الأمل استثمار مبلغ يقدر بـ 300 مليون جنيه مصري في إقامة خط إنتاج جديد مخصص لتجميع سيارات علامة "فورثينج". هذا الاستثمار الكبير يشير إلى نية المجموعة دخول قطاع جديد بجدية وتنافسية، مستفيدة من خبراتها السابقة في هذا المجال.
حصاد BYD ومستقبل خطوط الإنتاج:
لم تكن BYD مجرد اسم عابر في السوق المصري، فقد تركت بصمة واضحة، خاصة في قطاع السيارات الاقتصادية وسيارات الأجرة. وكشف سليمان أن مبيعات سيارات BYD المجمعة محلياً بلغت نحو 22 ألف سيارة خلال الأعوام الأربعة الماضية وحدها، وهو رقم يعكس حجم انتشارها وقبولها لدى شريحة واسعة من المستهلكين. هذا الحجم من المبيعات يؤكد أهمية وجود خطوط تجميع محلية قادرة على تلبية جزء من الطلب.
ولمستقبل خطوط الإنتاج القائمة، أشار سليمان إلى أن مجموعة الأمل تتلقى بالفعل عروضاً من ثلاثة وكلاء سيارات آخرين مهتمين باستغلال هذه الخطوط لتجميع سيارات علاماتهم التجارية خلال الفترة المقبلة. هذا يفتح الباب أمام استمرارية تشغيل هذه الخطوط والاستفادة من بنيتها التحتية وخبرات العاملين بها، حتى مع تغيير العلامة التجارية التي يتم تجميعها.
خاتمة:
بينما يمثل توقف تجميع BYD نهاية مرحلة لسيارة ارتبط بها الكثيرون في مصر، فإن قرار مجموعة الأمل بالاستثمار في تجميع علامة "فورثينج" يبعث برسالة واضحة عن استمرار النشاط وقوة القطاع. التحدي الآن يكمن في مدى سرعة انتقال خطوط الإنتاج، ومدى جاهزية البنية التحتية لاستيعاب الطرازات الجديدة، وكيف ستُقابل سيارات "فورثينج" الوافدة من قبل المستهلك المصري، مقارنة بالشهرة التي بنتها سابقتها. يبقى أغسطس المقبل موعداً حاسماً لنهاية حقبة وبداية أخرى في مصانع مجموعة الأمل لتجميع السيارات في مصر.