تخطو المملكة العربية السعودية خطوات متسارعة نحو تطوير كافة القطاعات، ومن ضمنها قطاع السجون، وذلك من خلال تبني أحدث التقنيات والحلول الرقمية. وفي هذا الإطار، أعلنت المديرية العامة للسجون عن اعتماد منصة "صحة" لتطوير الرعاية الصحية المقدمة للنزلاء في مختلف السجون بالمملكة خلال العام 1447 هجري. هذه الخطوة تأتي في سياق رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة لجميع المواطنين والمقيمين، بمن فيهم النزلاء في السجون، وضمان حصولهم على رعاية صحية شاملة ومتكاملة.

منصة صحة في السجون السعودية: تحول رقمي للرعاية الصحية للنزلاء

يهدف اعتماد منصة "صحة" في السجون السعودية إلى تحقيق جملة من الأهداف الاستراتيجية، من بينها: تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية للنزلاء، وتسريع عملية التشخيص والعلاج، وتقليل الحاجة إلى نقل النزلاء إلى المستشفيات الخارجية، وبالتالي تخفيف العبء على المرافق الصحية الأخرى. كما تهدف المنصة إلى توفير سجل طبي إلكتروني موحد لكل نزيل، مما يتيح للطاقم الطبي الاطلاع على تاريخه الصحي بشكل كامل ومفصل، واتخاذ القرارات العلاجية المناسبة بناءً على معلومات دقيقة وموثوقة. بالإضافة إلى ذلك، ستساهم المنصة في تحسين إدارة المخزون الدوائي في السجون، وضمان توفر الأدوية الأساسية بشكل دائم.

تعتمد منصة "صحة" على أحدث التقنيات في مجال الرعاية الصحية الرقمية، وتوفر مجموعة واسعة من الخدمات، بما في ذلك: الاستشارات الطبية عن بعد، والمراقبة الصحية المستمرة، وإدارة الأدوية، وتتبع الأمراض المزمنة. كما تتيح المنصة للطاقم الطبي التواصل مع الأخصائيين والاستشاريين في مختلف التخصصات الطبية، مما يضمن حصول النزلاء على أفضل رعاية ممكنة. ومن المتوقع أن تسهم المنصة في تحسين صحة النزلاء بشكل عام، وتقليل معدلات الإصابة بالأمراض، وتحسين نوعية الحياة داخل السجون. سيتم تدريب الكوادر الطبية العاملة في السجون على استخدام المنصة بشكل فعال، لضمان تحقيق أقصى استفادة من قدراتها ومزاياها.

إن تطبيق منصة "صحة" في السجون السعودية يمثل نقلة نوعية في مجال الرعاية الصحية للنزلاء، ويعكس حرص المملكة على توفير أفضل الخدمات الصحية لجميع أفراد المجتمع، بغض النظر عن ظروفهم أو أماكن وجودهم. هذه الخطوة تأتي في إطار جهود المملكة المستمرة لتحسين أوضاع السجون، وتوفير بيئة آمنة وصحية للنزلاء، وتمكينهم من إعادة الاندماج في المجتمع بعد انتهاء فترة محكوميتهم. كما تعكس التزام المملكة بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان، والتي تنص على حق جميع الأفراد في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة، بما في ذلك النزلاء في السجون.

بالإضافة إلى الفوائد الصحية المباشرة، من المتوقع أن يكون لاعتماد منصة "صحة" آثار إيجابية أخرى على السجون السعودية، مثل: تحسين كفاءة العمليات الإدارية، وتقليل التكاليف، وتعزيز الشفافية والمساءلة. كما يمكن أن تساهم المنصة في تحسين صورة السجون السعودية على المستوى الدولي، وإظهار التزام المملكة بتطبيق أفضل الممارسات في مجال إدارة السجون. إن اعتماد منصة "صحة" يمثل خطوة هامة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030، وبناء مجتمع صحي ومنتج ومزدهر.