الطهارة في الإسلام ركن أساسي من أركان العبادة، والوضوء هو مفتاح الصلاة وقبولها. يتساءل الكثيرون عن الأمور التي قد تؤثر على صحة الوضوء، ومن بين هذه التساؤلات: هل يجوز وضع الحلي أو الزينة، مثل البريسنج، في الأنف أو الأذن أثناء الوضوء؟ وهل يؤثر وجودها على صحة الوضوء؟ هذه الأسئلة تتطلب توضيحاً من أهل العلم والاختصاص، حتى يتمكن المسلم من أداء عبادته على أكمل وجه، مع مراعاة الضوابط الشرعية.
رأي الشرع في الزينة أثناء الوضوء
الأصل في الشريعة الإسلامية هو الإباحة، ما لم يرد نص شرعي يحرم شيئاً. فيما يتعلق بالزينة، فالأصل فيها الجواز، سواء كانت حلياً من ذهب أو فضة أو غيرها، بشرط ألا تكون فيها مخالفة شرعية، مثل التشبه بغير المسلمين أو الإسراف والتبذير. أما بالنسبة لتأثير الزينة على الوضوء، فالأمر يتعلق بما إذا كانت الزينة تمنع وصول الماء إلى البشرة أم لا. إذا كانت الزينة، مثل البريسنج، تمنع وصول الماء إلى جزء من بشرة الوجه أو الأذنين، فإن الوضوء يكون غير صحيح، لأن من شروط صحة الوضوء تعميم الماء على جميع الأعضاء المغسولة.
تفصيل حكم البريسنج في الأنف والأذن أثناء الوضوء
إذا كان البريسنج في الأنف أو الأذن واسعاً بحيث لا يمنع وصول الماء إلى داخل الثقب وإلى البشرة المحيطة به، فإن الوضوء صحيح. أما إذا كان ضيقاً ويمنع وصول الماء، فإنه يجب تحريكه أو خلعه أثناء الوضوء للتأكد من وصول الماء إلى جميع أجزاء العضو المغسول. وقد أوضح الفقهاء أن الواجب في الوضوء هو إيصال الماء إلى ظاهر البشرة، أما ما تحت الجلد أو داخل الثقوب التي لا يظهر لها أثر على سطح الجلد، فليس واجباً غسله. ولكن، إذا كان الثقب واسعاً بحيث يعتبر جزءاً من ظاهر البشرة، فيجب إيصال الماء إليه.
رأي عضو مركز الأزهر في المسألة
وفقاً لعضو مركز الأزهر، فإن الحكم في هذه المسألة يدور حول وصول الماء إلى البشرة. فإذا كان البريسنج يعيق وصول الماء، وجب خلعه أو تحريكه. وإذا كان لا يعيق وصول الماء، فلا حرج في بقائه أثناء الوضوء. وتضيف أن المسلم يجب عليه أن يتحرى الدقة في أداء عبادته، وأن يسأل أهل العلم عما يشكل عليه، حتى يكون على بينة من أمره. كما تنصح بالاعتدال في الزينة وعدم المبالغة فيها، وأن تكون الزينة متوافقة مع الضوابط الشرعية والأخلاق الإسلامية.
نصائح للمحافظة على صحة الوضوء مع وجود الزينة
للمحافظة على صحة الوضوء مع وجود الزينة، يُنصح بالتأكد من وصول الماء إلى جميع أجزاء العضو المغسول، سواء كان ذلك بتحريك الزينة أو خلعها إذا لزم الأمر. كما يُنصح باختيار الزينة التي لا تعيق وصول الماء إلى البشرة، وأن تكون مصنوعة من مواد لا تتفاعل مع الماء أو تسبب حساسية للجلد. بالإضافة إلى ذلك، يجب الحرص على تنظيف الزينة بشكل دوري لمنع تراكم الأوساخ والجراثيم، والتي قد تؤثر على صحة الجلد وتسبب التهابات. وأخيراً، يجب استشارة أهل العلم والاختصاص عند وجود أي شك أو تساؤل حول صحة الوضوء مع وجود الزينة، لضمان أداء العبادة على أكمل وجه.