تولي وزارة الأوقاف المصرية اهتمامًا بالغًا بتطوير بيوت الله في جميع أنحاء الجمهورية، وذلك في إطار رؤية شاملة لإعمار المساجد ماديًا وروحيًا وفكريًا. وتشمل هذه الجهود إنشاء مساجد جديدة، وإحلال وتجديد المساجد القائمة، بالإضافة إلى صيانتها وتطويرها، وتزويدها بكل ما يلزم لتوفير بيئة إيمانية مناسبة للمصلين. وتهدف الوزارة من خلال هذه المبادرات إلى تعزيز دور المسجد في المجتمع، وجعله منارة للعلم والدين، ومركزًا للتواصل والتآخي بين المسلمين.

حصاد جهود الوزارة: أرقام وإنجازات

أعلنت وزارة الأوقاف عن وصول إجمالي عدد المساجد التي تم افتتاحها منذ أول يوليو 2025 حتى الآن إلى 36 مسجدًا. وتشمل هذه المساجد 33 مسجدًا تم إنشاؤها حديثًا أو إحلالها وتجديدها، بالإضافة إلى 3 مساجد تم صيانتها وتطويرها. وتؤكد هذه الأرقام على حجم الجهود التي تبذلها الوزارة في سبيل تطوير البنية التحتية للمساجد في مصر. ومنذ يوليو 2014، تم إحلال وتجديد وصيانة وفرش 13525 مسجدًا، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 23 مليارًا و229 مليون جنيه. هذا الاستثمار الضخم يعكس التزام الدولة المصرية بدعم المؤسسات الدينية وتوفير أماكن عبادة لائقة للمواطنين.

خريطة افتتاح المساجد الجديدة: تنوع جغرافي وتلبية للاحتياجات

تتميز قائمة المساجد التي تم افتتاحها بتنوعها الجغرافي، حيث شملت محافظات مختلفة في أنحاء الجمهورية. ففي محافظة الفيوم، تم إحلال وتجديد مسجد التوحيد بعزبة بالونة – مركز أبشواي، ومسجد الرحمة بقرية ترسا – مركز سنورس. وفي محافظة الشرقية، تم إحلال وتجديد مسجد أبو عمارة بعزبة أبو غانم بقرية أولاد موسى - مركز أبو كبير. وشملت الجهود أيضًا محافظة أسيوط، حيث تم إحلال وتجديد مسجد الرحمن بقرية طعمة غرب – مركز البداري، ومحافظة البحيرة، حيث تم إحلال وتجديد مسجد الإصلاح الزراعي بقرية دنشال – مركز دمنهور. ولم تقتصر الجهود على الإحلال والتجديد، بل شملت أيضًا إنشاء مساجد جديدة، ففي محافظة الجيزة، تم إنشاء وبناء مسجد الشهيدة جنى (٢) بقرية ناهيا البلد – مركز كرداسة. وفي محافظة المنيا، تم إحلال وتجديد مسجد النصر والسلام بقرية شيبة الشرقية – مركز أبو قرقاص. وأخيرًا، في محافظة أسوان، تم صيانة وتطوير مسجد الحاج وفدي بقرية الكروم - مركز إدفو. هذا التوزيع الجغرافي يعكس حرص الوزارة على تلبية احتياجات المواطنين في مختلف المناطق، وتوفير أماكن عبادة قريبة ومجهزة.

رسالة وزارة الأوقاف: إعمار بيوت الله ماديًا وروحيًا وفكريًا

تؤكد وزارة الأوقاف أن هذه الجهود تأتي في إطار التزامها بتطوير بيوت الله وتحديثها، لتوفير بيئة إيمانية مناسبة للمصلين في مختلف أنحاء الجمهورية. وتشدد الوزارة على أن إعمار المساجد لا يقتصر على الجانب المادي، بل يشمل أيضًا الجانب الروحي والفكري. فبالإضافة إلى توفير أماكن عبادة لائقة، تسعى الوزارة إلى تعزيز دور المسجد في نشر الوعي الديني الصحيح، وتنمية القيم والأخلاق الفاضلة، وتعزيز التسامح والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع. وتحرص الوزارة على تنظيم فعاليات دينية وثقافية متنوعة في المساجد، مثل الدروس الدينية، والمحاضرات التثقيفية، والمسابقات القرآنية، بهدف جذب الشباب والنشء إلى المساجد، وتنمية قدراتهم ومواهبهم.

مستقبل المساجد في مصر: رؤية طموحة

تتطلع وزارة الأوقاف إلى مستقبل مشرق للمساجد في مصر، حيث تسعى إلى جعلها مراكز إشعاع حضاري وثقافي، تساهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك. وتخطط الوزارة لتوسيع نطاق جهودها في تطوير المساجد، لتشمل المزيد من المناطق والمجتمعات. كما تعمل الوزارة على تطوير المناهج التعليمية في المساجد، وتدريب الأئمة والخطباء، لتمكينهم من أداء رسالتهم على أكمل وجه. وتؤمن الوزارة بأن المساجد هي جزء أساسي من الهوية الإسلامية للمجتمع المصري، وأن الحفاظ عليها وتطويرها هو واجب وطني وديني. وتسعى الوزارة إلى تحقيق هذا الهدف من خلال التعاون مع جميع الجهات المعنية، والمشاركة المجتمعية الفعالة.