في إطار احتفالات وزارة الثقافة بذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة، قرر قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش فتح عدد من المتاحف القومية مجانًا أمام الجمهور. هذه المبادرة، التي تأتي تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، تهدف إلى إتاحة الفرصة أمام المواطنين للاطلاع على كنوزنا الثقافية والتاريخية، وتعزيز الوعي بأهمية هذه المناسبة الوطنية. المتاحف التي ستفتح أبوابها مجانًا تشمل متحف عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، ومتحف الزعيم مصطفى كامل، ومتحف أمير الشعراء أحمد شوقي، وذلك يوم الأربعاء الموافق 23 يوليو 2025. هذه المبادرة تعكس حرص الوزارة على ربط الأجيال الشابة بتاريخهم الوطني، وتعميق انتمائهم وولائهم للوطن.

متاحف مفتوحة للجميع

تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية أوسع تتبناها وزارة الثقافة لتعزيز دور المتاحف كمؤسسات ثقافية حيوية في المجتمع. فالمتاحف ليست مجرد أماكن لعرض التحف والآثار، بل هي مراكز تعليمية وترفيهية تساهم في تشكيل الوعي والهوية الوطنية. من خلال فتح المتاحف مجانًا، تسعى الوزارة إلى إزالة الحواجز المادية التي قد تحول دون زيارة المواطنين لهذه المؤسسات، وتشجيعهم على اكتشاف كنوزها. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه المبادرة تساهم في تنشيط السياحة الداخلية، حيث يمكن للزوار من مختلف أنحاء البلاد الاستفادة من هذه الفرصة لزيارة المتاحف والتعرف على تاريخ مصر وحضارتها. وتأمل الوزارة في أن تساهم هذه المبادرة في زيادة عدد زوار المتاحف، وتحويلها إلى وجهات مفضلة للعائلات والشباب. متحف طه حسين الكائن في 11 شارع طه حسين - الهرم – الجيزة، ومتحف مصطفى كامل الكائن في ميدان صلاح الدين بجوار سنترال القلعة، ومتحف أحمد شوقي الكائن بـ6 ش أحمد شوقي متفرع من ش مراد بجوار فندق فور سيزونز – كورنيش الجيزة، هي وجهات تستحق الزيارة.

تعزيز الوعي الفني والتاريخي

يهدف قطاع الفنون التشكيلية من خلال هذه المبادرة إلى تعزيز الوعي الفني والتاريخي لدى المواطنين، وخاصة الأجيال الشابة والأطفال. فالمتاحف تعتبر مصادر غنية بالمعلومات والقصص التي يمكن أن تلهم الشباب وتنمي لديهم حب المعرفة والاستطلاع. من خلال زيارة المتاحف، يمكن للشباب التعرف على تاريخ بلادهم وحضارتهم، والتعرف على إسهامات الرموز الوطنية في مختلف المجالات. كما يمكنهم التعرف على مختلف الفنون والآداب، وتنمية حسهم الجمالي والإبداعي. بالإضافة إلى ذلك، فإن زيارة المتاحف يمكن أن تساهم في تعزيز قيم المواطنة والانتماء، حيث يتعرف الشباب على تاريخ بلادهم ويتعلمون من أخطاء الماضي، ويتطلعون إلى مستقبل أفضل. وتسعى الوزارة إلى تطوير برامج تعليمية وترفيهية مصممة خصيصًا للأطفال والشباب، بهدف جعل زيارة المتاحف تجربة ممتعة ومفيدة لهم.

المتاحف ودورها في المجتمع

تؤكد وزارة الثقافة على أهمية دور المتاحف في المجتمع، باعتبارها مؤسسات ثقافية تساهم في الحفاظ على التراث الوطني ونقله إلى الأجيال القادمة. فالمتاحف ليست مجرد أماكن لعرض التحف والآثار، بل هي مراكز للبحث العلمي والتوثيق والتفسير. من خلال أنشطتها المتنوعة، تساهم المتاحف في فهم تاريخنا وحضارتنا، وتقدير إسهامات أسلافنا. كما تساهم في تعزيز الحوار الثقافي والتفاهم بين الشعوب، حيث تعرض المتاحف كنوزًا من مختلف الحضارات والثقافات. وتسعى الوزارة إلى تطوير المتاحف وتحديثها، وتوفير أحدث التقنيات والوسائل التعليمية، بهدف جعلها أكثر جاذبية وتفاعلية للزوار. كما تسعى إلى تدريب العاملين في المتاحف وتأهيلهم، لتمكينهم من تقديم أفضل الخدمات للزوار. إن المتاحف هي ذاكرة الأمة، وحمايتها وتطويرها واجب وطني.

مبادرات مستقبلية

تعتزم وزارة الثقافة الاستمرار في تنظيم مبادرات مماثلة في المستقبل، بهدف إتاحة الفرصة أمام أكبر عدد ممكن من المواطنين لزيارة المتاحف والتعرف على كنوزنا الثقافية والتاريخية. كما تسعى إلى تطوير برامج جديدة لجذب الزوار، مثل تنظيم فعاليات ثقافية وفنية في المتاحف، وتقديم عروض خاصة للعائلات والطلاب. بالإضافة إلى ذلك، فإن الوزارة تعمل على تطوير البنية التحتية للمتاحف، وتحسين الخدمات المقدمة للزوار، وتوفير وسائل النقل المريحة والآمنة. وتهدف الوزارة إلى جعل المتاحف وجهات سياحية رئيسية في مصر، وجذب المزيد من الزوار من مختلف أنحاء العالم. إن الاستثمار في الثقافة هو استثمار في المستقبل، وهو يساهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا وثقافة وتقدمًا.